في الموسم السابق، والذي قبله كان البائسون المحبطون من تفوق الهلال يرددون أسطوانة مشروخة تسلب لاعبي الفريق السعوديين كل مقومات النجومية والإبداع، وتعزو قوة الفريق وسطوته للاعبيه الأجانب حتى أصبحت مقولة إن من يميز الهلالي عن غيره تتردد في كل مناسبة، وأن الهلال لا شيء بدونهم، ولولا ثقلهم في الفريق ما فاز ولا حقق بطولاته، حتى يخيل لمن يسمع أو يقرأ هذا الطرح المجحف أن الفريق كله أجانب، وأنه لا لاعب سعودياً بينهم. وفي المقابل، كان يقال إن النصر يضم نخبة لاعبي السعودية، وأفضل النجوم فيه والذين تم استقطابهم بعناية فائقة وبمبالغ عالية، وما ينقصهم فقط هو العنصر الأجنبي المؤثر والمدرب الذي يأخذ بأيديهم نحو المنصات... هذا الموسم غادر كل أجانب الهلال ومعهم نجم الفريق الأبرز وهدافه ياسر القحطاني وحضر غيرهم، والجدد عادة يحتاجون إلى كثير من الوقت للتأقلم مع الأجواء والجماهير والبيئة، فماذا حدث بعد مضي عدد لا بأس به من الجولات في دوري زين؟ بقي الهلال جرياً على عادته في موقعه المعتاد ملامساً للصدارة، وفي الطريق للتربع على عرشها والتشبث بها، وبقي غيره في موقعهم وأبعد منه، فمن خدعهم وصور لهم أن لديهم أفضل اللاعبين وهم ليسوا كذلك؟ من ألبسهم ثياباً فضفاضة أكبر من إمكاناتهم وقدراتهم الحقيقية التي ليست بحاجة إلى أبواق إعلامية لتلميعها لأنها واضحة للعيان يفضحها النقل التلفزيوني والصادق من المحللين والكتاب؟ وهل تجلى فعلاً الفرق بين لاعبي الهلال السعوديين الأساسيين أو الاحتياط وغيرهم؟ أظن أن مباراة الهلال والنصر كشفت بجلاء سقوط ادعاء أن اللاعبين الأجانب هم سبب تفوق الهلال، كما سقط ادعاء أن لاعبي النصر هم الأفضل، وهو ما روّجوا له كثيراً في سبيل رفع المعنويات ليس إلا ... والتقليل من لاعبي الهلال وانتقاص دورهم في تحقيق البطولات ووصفهم ب«العاديين». الذين تمنوا مغادرة رادوي وويلي وتياغو ولي يونغ كانت جل أمانيهم أن يروا الهلال يترنح ويسقط فيشبعوا نهمهم بالنقد في رئيسه وساميه ليعاودوا القول أنهم محقون في ما قالوا عن أجانبه.. فغادروا جميعاً، ولكن أمانيهم تحطمت على واقع فرضه منطق الهلال الأزلي أنه باقٍ في عليائه، ولا يمكن أن يبعثره رحيل نجم أو مجرة من الكواكب، أرأيتم الهلال يبرح مكانه من صفحة السماء؟ [email protected]