أثار عدم نقل القناة الفضائية «المصرية» مباراة منتخب مصر الأول لكرة القدم مع نظيره الجنوب أفريقي، والتي أقيمت أخيراً في القاهرة علامات استفهام كثيرة، حيث تكهنت بعض المصادر بنقل أخبار تفيد بأن سبب عدم النقل يعود إلى وجود ما يشبه «اللوبي» داخل مبنى «ماسبيرو» في التلفزيون المصري، يقود حركة لتغييب كل من وما له علاقة بالنظام المصري القديم، وهو ما أدى في الاخير إلى عدم بث مباريات المنتخب بحجة أنه «منتخب الرئيس» وأن قياداته كل ولائها للنظام السابق. مقدم برنامج «حصاد الأسبوع» على قناة «مودرن سبورت»، مدحت شلبي قال ل «الحياة» إن «هذا كلام صغير، والجهة التي نشرت الخبر تفتقد الإحساس بالمسؤولية، وتتعمد من ورائه لخلط الأوراق ولا احترمها»، موضحاً أن «مبنى ماسبيرو أو التلفزيون المصري ملك للمصريين كافة، وليس حكراً على فئة دون غيرها، ولا أظن أن يوجد به من يفتعل مثل هذه الأمور، ولن يصل الفكر المنحرف إلى القيام بمثل هذا التصرف غير الوطني». فيما قال مسؤول كبير سابق في احدى القنوات الحكومية مطلع على كواليس نقل المباريات على الفضائية المصرية (فضل عدم ذكر اسمه): «غير مبرر على الإطلاق عدم بث مباراة المنتخب مع جنوب افريقيا فضائياً، وهذا إن دل فإنما يدل على وجود خطأ في إدارة الموضوع، وأن وراءه ما وراءه، خصوصاً أن قناة مودرن سبورت قامت بنقله، وإذا كان الأمر متعلقاً بالجانب المادي فهل يعقل أن تكون قناة مصرية خاصة أكثر نفوذاً – مادياً وإدارياً – من الفضائية المصرية؟». وعن المقصود بقوله «الأمر وراءه ما وراءه»، قال: «فتشوا عن المتسبب في عدم بث القناة، ووقتها ستتكشف كثير من الأمور». وحول ردة فعله عن عدم بث هذه المباراة فيما نقلت المباراة السابقة المقامة في جنوب أفريقيا، قال: «قلة ذوق، على الأقل كان يجب التنويه عن عدم البث على الفضائية، بدلاً من تجاهل المشاهد المصري بهذه الصورة، وهذا التجاهل يعد نوعاً من عدم الاحترام». أما رئيس لجنة البطولات في التلفزيون المصري ومشرف قناة «نايل سبورت»، عبدالفتاح حسن رد على حديث المسؤول السابق بقوله: «مباريات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم مملوكة حصرياً لشركة (سبورت فايف) الفرنسية، ويتم الاتفاق معها على نقل المباريات التي تقام داخل مصر على القناة الأرضية في مقابل منحهم الشارة، أما الإرسال الفضائي فتبيعه الشركة حصرياً لجهة واحدة فقط، ومباراة جنوب افريقيا التي أقيمت خارج مصر باعتها (سبورت فايف) لشركة مياه غازية، التي بدورها باعتها حصرياً للتلفزيون المصري، لذلك تم بث المباراة (أرضي وفضائي)، لكن هذه المرة منحت شركة المياه الغازية بعد شراء المباراة حقوق البث لوكالة إعلانية، قامت بالاتفاق مع قناة (مودرن سبورت) لنقلها في مقابل الحصول على عائد الإعلانات كاملة»، موضحاً أن «الوكالة فضلت منح حق البث للقناة الخاصة فقط، ولم تمنحها للفضائية المصرية، ليس لثراء القناة الخاصة على حساب التلفزيون المصري، بل من أجل الحصول على العائد الإعلاني كافة». وفي ما إذا كان التلفزيون تجاهل التنويه عن قصر بث المباراة على القناة الأرضية فقط، أوضح حسن: «غير صحيح هذا الكلام، فقد قامت قناة النيل للرياضة وهي تبث أرضي وفضائي بالتنويه المباشر والمتكرر على أن المباراة لن تبث إلا على القناة الأرضية فقط»، مؤكداً أن ما يقال عن عدم بث المباراة بحجة أن المنتخب هو (منتخب الرئيس) غير صحيح، «نحن قمنا ببث المباراة السابقة للمنتخب، في آذار (مارس) الماضي وكان الرئيس مخلوعاً، فهل منتخب هذه المباراة هو منتخب الرئيس ومنتخب المباراة السابقة كان منتخب أم كلثوم مثلاً؟». مضيفاً أن «من سيّس الموضوع لا رد له عندي»، طالباً المشاهد المصري والعربي «بترقب الثوب الجديد الذي سينطلق به التلفزيون المصري».