حذر استشاري الأمراض المعوية الدكتور باسم الهناني، من انتشار الالتهابات المعوية التي تصيب الأطفال، في هذا الوقت من كل عام، مع دخول فصل الصيف، وما يترافق معه من ارتفاع درجات الحرارة. ولفت إلى «تكدس الأطفال في عيادات مستشفيات القطاع الخاص، بعد تحويلهم من المستشفيات الحكومية. وتشهد المستشفيات خلال هذه الأيام، وبخاصة في إجازة نهاية الأسبوع، زحاماً، ما يتطلب الانتظار لساعات طويلة، أو تحويلهم إلى قسم الإسعاف والطوارئ، في محاولة لتخفيف ذروة الزحام. وقال يوسف بوعلي: «لم أتمكن من الحصول على العلاج اللازم لأبنائي الثلاثة، الذين أصيبوا بنزلة معوية، على رغم ان حال احدهم كانت شبه خطرة»، مضيفاً «الزحام في عيادات مستشفى الولادة والأطفال في الدمام، وخطورة حال أبنائي الثلاثة، ولم يتبادر إلى ذهني الذهاب إلى قسم الطوارئ، الذي كان يعج هو الآخر بالمراجعين، لذا سارعت الى التوجه إلى احد المستشفيات الخاصة، الذي كان الزحام فيه شديداً أيضاً، لكنني أدخلت أبنائي، ليحصلوا على علاج سريع، بعد مخاطبة إدارة المستشفى. إذ تم تحويلهم إلى قسم الطوارئ، واخذ العلاج اللازم. إلا انه تم تنويم أحدهم، لدخوله في مرحلة الجفاف. وهذا الأمر ضاعف مخاوفنا على إخوته المصابين. وأعتقد أن السبب هو العدوى». وعزا الاستشاري الدكتور باسم الهناني، ارتفاع حالات الالتهابات المعوية في هذا الوقت من كل عام، إلى أنه «موسم لظهور البكتيريا والفيروسات في شكل قوي، فالبيئة مناسبة لظهورها، بالتزامن مع الانتقال من فصل الخريف إلى الصيف»، مشيراً إلى «عدم الحيطة والحذر خلال هذه الفترة من العدوى، خصوصاً أن الفيروس ينتقل من شخص إلى آخر بطرق عدة، قد لا ينتبه لها الكثيرون». وذكر الهناني، ل «الحياة»، أن «احد الفيروسات من الالتهابات المعوية، وهو «الروتا»، هو الأكثر انتشاراً، حتى ان بعض المستشفيات بدأت بإعطاء لقاح مقاوم له، بعد ان انتشر على نطاق واسع العام الماضي، وادخل حينها أطفال كُثر من مراجعي العيادات إلى أقسام التنويم، لصعوبة حالاتهم، وإصابتهم بالجفاف، ما يتطلب تنويمهم، لأن الجفاف قد يعرض حياة الطفل إلى الخطر». ونبه إلى عدم خطورة التطعيم الخاص بمعالجة هذا الفيروس، «بل العكس، فهو يقلل من العدوى في شكل ملحوظ. وفي حال حدوثها لا يصاب الطفل بأعراض تصل إلى مستوى الخطورة، إذ تكون لديه قدرة أعلى على مقاومة الفيروس من الطفل الذي لم يأخذ جرعات اللقاح»، مبيناً أن هذا اللقاح «غير مشمول في بطاقة تطعيم الأطفال، لأنه غير ضروري. لكنه أحد العوامل الاحترازية للتخفيف من الإصابة بهذا الفيروس»، مشيراً إلى الميكروب المسبب للنزلة المعوية «قد يكون بكتيريا، أو طفيليات، وليس فيروساً». ونصح الهناني، بضرورة «اتخاذ الاحتياطات الصحية اللازمة، لناحية «عدم مشاركة الأطفال في الطعام، أو لمس الأدوات، إضافة إلى التركيز على النظافة الشخصية. كما أن الطفل يتعرض إلى إسهال حاد، ما يتطلب سرعة تعويضه بالسوائل المفقودة».