يعد فيروس الروتا من أشد الفيروسات ضراوة، حيث يصيب الكبار والصغار وحتى الثدييات والطيور. ويتسبب في نزلات معوية حادة مصحوبة بإسهال شديد. ويمثل هذا الفيروس خطورة شديدة على الصغار حيث يصيب حوالي 125 مليون طفل أقل من 5 سنوات حول العالم سنويًا، ويسبب حوالي 600ألف حالة وفيات في السنة، فضلًا عن حوالي 50ألف حالة تنويم بالمستشفيات. ويكون أشد خطورة في الفئة العمرية مابين 3 شهور إلى 24 شهرًا. وحول هذا الفيروس يتحدث الدكتور عبدالفتاح فاروق زهرة، أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة، أن حالات الإصابة بهذا الفيروس تنتشر في موسم الشتاء عادة، كما نلاحظ إنتشاره هذه الأيام، حيث تكثر حالات الإسهال والجفاف الناتجة عن هذا الفيروس.، الذي ينتقل عن طريق الفم بالأطعمة الملوثة ببقايا البراز، ويكون أكثر انتشارا في تجمعات الأطفال مثل الحضانات، وتستغرق أعراضه حوالي 48 ساعة قبل ظهورها، وهو ما يعرف بفترة حضانة الفيروس. ويوضح الدكتور زهرة أن أعراض الإصابة بهذا الفيروس تتمثل في ارتفاع الحرارة مع قيء مستمر يليه إسهال شديد يؤدي في كثير من الأحيان إلى جفاف، ويتحسن القيء والحرارة غالبا في اليوم التالي، ولكن الإسهال يستمر لعدة أيام تتراوح من 5-7 أيام. ويسهل تشخيص المرض على الأطباء من الصورة الإكلينيكية والتحاليل المخبرية للفيروس في البراز، ويتلخص العلاج في الأدوية الداعمة للجسم وعلاج الجفاف المسببب الرئيسي للوفاة حيث تحدث معظم الوفيات بين الحالات التي لا تتلقى علاجًا سريعًا وفعالًا، وتحتاج حالات كثيرة إلى التنويم بالمستشفى. ويشير الدكتور عبدالفتاح إلى أنه يمكن تجنب الإصابة بالفيروس باتباع العادات الصحية الوقائية مثل غسل اليدين قبل الأكل، وتجنب ملامسة فضلات المريض. أيضا يوجد الآن تطعيم فعال للحماية من هذا المرض، ومتوفر في جميع المرافق الصحية، حيث يعطى التطعيم عن طريق الفم عند عمر شهرين وأربعة شهور بعد الولادة، ويحمي من الإصابة بالمرض بنسبة تزيد عن 80%.