نيويورك، فيينا - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - أحالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ملف سورية النووي على مجلس الأمن على خلفية عدم الابلاغ عن بنائها مفاعلاً نووياً في موقع الكبر في دير الزور. واعتمد مجلس محافظي الوكالة مشروع قرار أعدته الولاياتالمتحدة، بغالبية 17 صوتاً ومعارضة 6 أصوات، بينها روسيا والصين، وامتناع 11 عن التصويت، وغياب عضو واحد. وسارع السفير السوري بسام الصباغ الى وصف القرار بأنه «مدعاة للأسف»، وقال انه لن يؤثر في تعاون بلاده مع الوكالة، موضحاً: «اعتقد ان سورية كانت دائما ملتزمة تعهداتها وواجباتها، واعتقد اننا سنستمر في ذلك». وكانت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الغربيون طلبوا من مجلس حكام الوكالة المؤلف من 35 عضوا، اصدار قرار ينص على ان سورية «أخلت بالتزاماتها» في اتفاق الضمانات الشاملة لعضويتها في الوكالة، ومن ثم احالتها على مجلس الامن، وذلك على خلفية رفضها المستمر منذ ثلاث سنوات التعاون مع تحقيق في شأن موقع الكبر الذي قصفته إسرائيل عام 2007. وقال السفير الاميركي في الوكالة غلين ديفيز في الجلسة المغلقة لمجلس المحافظين ان «محاولات سورية الظاهرة لبناء مفاعل سري غير معلن لانتاج البلوتونيوم ليس له اي هدف سلمي مبرهن، تمثل واحدة من اخطر الانتهاكات المحتملة للضمانات». واضاف ان «تطلعات سورية النووية في دير الزور كانت واضحة. وبني المفاعل هناك للغرض الواضح وهو انتاج البلوتونيوم للاستخدام المحتمل في الاسلحة النووية»، مؤكدا ان القرار هو «المسار المسؤول الوحيد للتحرك». وبحسب مصادر ديبلوماسية، ثار سخط روسيا بسبب تطويقها أوروبياً وأميركياً في ملف سورية في الوكالة الذرية وفي مجلس الأمن. واضافت ان المندوب الروسي شن «هجوماً مدمراً» على المندوب الأميركي في الاجتماع. وكانت روسيا اعلنت في وقت سابق امس ان مشروع قرار الوكالة ضد سورية جاء «في وقت غير مناسب، وهو غير موضوعي»، مضيفة ان التعديلات التي طلبتها لم تؤخذ في الاعتبار. وقال السفير الروسي لدى الوكالة غريغوري بردينيكوف في اجتماع مغلق حسب نسخة عن بيانه: «لهذا، اذا طرح للتصويت، سنصوت ضده». واستطرد انه رغم احتمال وجود بعض الأخطاء السورية، إلا ان الموقع لا يشكل تهديداً للأمن الدولي الآن لأنه دمر. كما نقلت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) في وقت سابق عن ممثل الصين في الوكالة، رئيس ادارة جهاز الوكالة الصينية للطاقة الذرية وانغ مين تشينغ قوله: «في ظل الظروف الراهنة، لا حاجة لاتخاذ قرار في شأن المسألة النووية السورية، بل لا داع لاحالة المسألة على مجلس الامن»، مضيفا ان الصين تعتقد بان هذه المسألة يجب ان تحل في اطار الوكالة الذرية. وكانت الوكالة الذرية اعلنت الشهر الماضي للمرة الاولى ان موقع الكبر كان «على الأرجح» مفاعلاً نووياً، وهو ما نفته دمشق باستمرار. ومهد هذا الموقف لمشروع القرار الاميركي لاحالة الملف على مجلس الامن، علما ان تقارير للاستخبارات الاميركية اكدت ان موقع دير الزور كان مفاعلاً في مرحلة التشييد من تصميم كورية الشمالية، ويهدف الى انتاج البلوتونيوم للقنابل الذرية.