استبعد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إمكان تشكيل حكومة بعد لقاء أقطاب الأكثرية الجديدة في المجلس النيابي أول من أمس، واصفاً اللقاء ب «بدل عن ضائع أو بالأحرى بدل عن ضائعين»، ومؤكداً أن «من الأفضل أن يبقى البلد من دون حكومة على تشكيل حكومة كالتي يُفكرون بها». وعلق على موقف لبنان من طرح مشروع قرار في مجلس الأمن لإدانة القمع في سورية، سائلاً: «من سيصوّت باسم لبنان في مجلس الأمن؟»، ومعتبراً أن «من المفترض أن يمتنع مندوب لبنان عن التصويت بالحد الأدنى على خلفية وضعنا المعروف تجاه سورية». ورأى جعجع في دردشة مع الإعلاميين أمس، أن «لبنان لا يستطيع أن يهدم كل ما بناه أجدادنا في سبيل أن يكون بلدنا منارة الثقافة والحضارة والعلم والحريات، لتُنسف في لحظة تتخذ فيها مواقف غير مسؤولة لا نعرف مصدرها، فمن الواجب عدم زج أنفسنا في صراعات لا علاقة لنا بها»، مذكراً بأن «مندوب لبنان لدى الأممالمتحدة يجب أن يستشير رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال التي تقع عليهما المسؤولية وليس وزير الخارجية لأن من المعروف هو تحت تأثير من». واعتبر أن «رئيس المجلس النيابي يقوم بحركة من دون بركة ولو أنه يُحاول في ظل هذا الشلل السائد القيام بتحرُك ما، لكن في احيان عدم الحركة قد يكون منتجاً أكثر من حركة في غير مكانها وزمانها»، سائلاً: «في حال عقد المجلس واصدر قانوناً معيناً من سيُصدّق عليه؟ ألا يحتاج الى تواقيع رئيسي الجمهورية والحكومة والوزير المختص؟ إذاً، سنبقى في حلقة مفرغة». وأسف جعجع لما يحصل في لبنان من أحداث «إن على صعيد تشكيل الحكومة أو على الحدود الجنوبية والشمالية التي ستُعيد لبنان مئات السنين الى الوراء»، مجدداً تأكيد أن «الحلّ الوحيد تشكيل حكومة تكنوقراط»، ومشدداً على أن «حكومة اللون الواحد ستُضر بمصلحة الوطن وستكون أسوأ بعشر مرات عمّا نحن عليه، كما ان حكومة اتحاد وطني أثبتت عدم فاعليتها». وسأل: «على أي خيار خارجي يعتمد الفريق الآخر - الذي يتألف من مجموعة من المتناقضات - لتشكيل الحكومة؟». وتحدث عن الحوار، مشدداً على أهمية «الانطلاق من مسلّمة ان الجميع يجب ان يكونوا تحت سقف الدولة وليس بإمكان أحد منا أن يُسمّي نفسه مقاومة. المقاومة الوحيدة في لبنان مقاومة الشعب والحكومة والجيش والباقي يُعبّر عن مراحل غابرة أدت الى النتائج المعروفة». وأكد أن لا يوجد «تشنج» بينه وبين رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون أو فريقه، «لكن هناك مواقف سياسية متناقضة تماماً». وعن إمكان مشاركة فريق 14 آذار فيما لو أُعيد طرح تشكيل حكومة إنقاذ وطني، قال: «سنرى ما مضمون الاقتراح، وفي ظل حكومة إنقاذ وطني سنبقى في وضع المراوحة».