مع ترقب أسبوع ديبلوماسي لمناقشة أزمة أوكرانيا خلال احتفالات الذكرى ال70 لإنزال النورماندي (غرب فرنسا) في الحرب العالمية الثانية، والتي دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نظيره الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة فيها، اقترح الرئيس الأميركي باراك اوباما في وارسو أمس، خطة أمنية بقيمة بليون دولار لطمأنة حلفائه في أوروبا الشرقية القلقين من سلوك موسكو في شرق أوكرانيا، حيث كثفت القوات الحكومية هجومها على الانفصاليين الموالين لروسيا. ويلتقي اوباما، على هامش الذكرى ال25 للانتخابات الديموقراطية الأولى في بولندا اليوم، الرئيس الأوكراني المنتخب بيترو بوروشينكو للبحث في مساعدة عسكرية أميركية لأوكرانيا قيمتها 18 مليون دولار، إضافة إلى تعاون على المدى الطويل لتعزيز البنى الدفاعية الأوكرانية. وهو دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى لقاء بوروشنكو في فرنسا، والاعتراف ب «شرعية» نتائج الانتخابات الأوكرانية. وسيحل بوتين ضيفاً على مأدبة عشاء يقيمها على شرفه في الإليزيه غداً الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ويلتقي على انفراد في اليوم التالي المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون. ورداً على سؤال حول إمكان لقاء بوتين نظيره الأميركي أوباما لهذه المناسبة، قال المستشار الديبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف إن ذلك «غير مبرمج». وأوضح أوباما أن مبادرة «طمأنة أوروبا» التي يجب أن تنال موافقة الكونغرس، تنص على نشر قوات أميركية جديدة جوية وبرية وبحرية في أوروبا الشرقية، وبناء قدرات الدول غير الأعضاء في «الناتو»، خصوصاً أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا، كي تعمل مع الولاياتالمتحدة والحلفاء الغربيين لبناء دفاعاتها. وأكد أن «الناتو» هو «حجر أساس» السياسة الدفاعية للولايات المتحدة، داعياً الحلفاء الأوروبيين إلى زيادة إنفاقهم الدفاعي، علماً بأن وزراء دفاع الحلف بحثوا في بروكسيل أمس خطوات طويلة الأمد يحتاج الحلف إلى اتخاذها لتعزيز دفاعاته الشرقية، وتحسين قدرته على مكافحة أساليب «غير تقليدية» تستخدمها روسيا في أوكرانيا. ووصف مسؤول عسكري بارز في الحلف هذه الأساليب بأنها «نصف تمرد ونصف زعزعة متعمدة للاستقرار»، بينما أعلن مسؤول آخر أن روسيا سحبت معظم جنودها البالغ عددهم نحو 40 ألفاً من حدود أوكرانيا، موضحاً أن الجنود الباقين يستعدون للرحيل. وطالب الرئيس الأميركي روسيا بالضغط على الانفصاليين ومنع تدفق المسلحين والأسلحة إلى شرق أوكرانيا، وحذرها أيضاً من مزيد من العقوبات الاقتصادية إذا نفذت «استفزازات» إضافية. لكنه استدرك أن «واشنطن غير معنية بتهديد موسكو التي تتطلب إعادة بناء الثقة معها وقتاً طويلاً بعد تدخلها في أوكرانيا». على صعيد آخر، أعلن مدير إدارة الهجرة الروسية قسطنطين رومودانوفسكي، أن حوالى 4 آلاف أوكراني فروا من معارك شرق البلاد، حيث تطالب موسكو بإقامة «ممرات إنسانية»، وطلبوا اللجوء إلى روسيا. ولم يوضح عدد الذين قبلت طلباتهم، لكنه ذكر أن أوكرانيا تحتل المرتبة الأولى في عدد طالبي اللجوء القادمين منها إلى روسيا.