أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما مجدداً الثلثاء لدى وصوله الى وارسو ان الالتزام الاميركي بأمن أوروبا الشرقية القلقة ازاء الأزمة الاوكرانية، ثابت "ولا يمس"، وأعلن البيت الأبيض بالتزامن مبادرة بقيمة بليون دولار لتمويل نشر مزيد من القوات الاميركية في دول "الحلفاء الجدد" في اوروبا الشرقية. وقال أوباما بعدما التقى طيارين عسكريين بولنديين واميركيين في مطار وارسو "التزامنا بأمن بولندا وامن حلفائنا في اوروبا الوسطى والشرقية يشكل حجر زاوية لأمننا، وهو لا يمس". وبالتزامن مع وصول أوباما إلى وارسو، أعلن البيت الابيض أن الولاياتالمتحدة تراجع وجود قواتها العسكرية في أوروبا في ضوء "التحديات الأمنية الجديدة في القارة"، والتحركات الروسية في أوكرانيا. واقترح مبادرة بقيمة بليون دولار لتمويل نشر مزيد من القوات البرية والجوية والبحرية الاميركية في دول "الحلفاء الجدد" في اوروبا الشرقية وسط مواجهة بين الشرق والغرب بسبب الازمة الاوكرانية. وقال البيت الابيض ان "مبادرة الطمأنة الاوروبية" التي يجب أن تحظى بموافقة الكونغرس، ستسهم كذلك في بناء قدرات الدول غير الاعضاء في الحلف الاطلسي بما فيها اوكرانيا وجورجيا ومولدافيا بحيث تعمل مع الولاياتالمتحدة والحلفاء الغربيين لبناء دفاعاتها. غير أنه أشار إلى أن "مراجعة الوجود العسكري الأميركي في أوروبا لن يكون على حساب الاولويات الدفاعية الآخرى". وتهدف زيارة أوباما إلى وارسو إلى محاولة طمأنة حلفائه في اوروبا الشرقية القلقين إزاء موقف موسكو حول اوكرانيا حيث وقعت معارك دامية امس بين انفصاليين موالين لروسيا وحرس الحدود. ويشارك اوباما الذي غادر واشنطن مساء امس في الذكرى ال25 للانتخابات الديموقراطية الاولى في بولندا، الدولة السابقة ضمن الكتلة السوفياتية. وترتدي هذه الاحتفالات طابعاً خاصاً على خلفية الأزمة الاوكرانية. وسيحضر أيضاً إلى وارسو الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والألماني يواخيم غوك، بالاضافة الى الكثير من القادة السياسيين من وسط وشرق اوروبا. ومن المتوقع أيضاً أن يصل مساء اليوم الرئيس الاوكراني المنتخب بيترو بوروشنكو الذي سيقوم بأول زيارة له الى الخارج منذ انتخابه في 25 ايار (مايو) الماضي بتأييد 54 في المئة من الأصوات. وفي إشارة الى الدعم القوي للحكومة الجديدة في اوكرانيا، سيلتقي اوباما غداً بوروشنكو الذي يمكن أن يتحادث معه حول مساعدة عسكرية أميركية الى اوكرانيا. وأعلن مساعد وزبر الدفاع الأميركي ديريك شوليه خلال زيارة الى كييف انه تحادث مع السلطات الأوكرانية حول تقديم "مساعدة بقيمة 18 مليون دولار، بالاضافة الى تعاون على المدى الطويل من اجل تعزيز البنى الدفاعية الاوكرانية". وعلى الصعيد الديبلوماسي، من المتوقع ان يكون الاسبوع حافلاً، اذ سيشهد الاحتفالات بالذكرى السبعين لإنزال الحلفاء في النورماندي (غرب فرنسا) التي دعا اليها هولاند بوتين. وسيجري رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في المناسبة محادثات على حدة مع بوتين "للتشديد على اهمية الحوار بين الحكومة الروسية والحكومة الاوكرانية الجديدة".