قاد الشغف بالقيادة والتأثير في المجتمع 15 فتاة سعودية، لا تتجاوز أعمارهن ال «16 عاماً»، للانخراط في ورش عمل، تعلمن من خلالها كيف يخططن للمستقبل، ويبحثن عن حلول للمشكلات التي تعترض المراهقات، وأبرزها «التحرش الجنسي، والعنف الأسري، وتعاطي المخدرات، والتدخين، والبويات».قالت زهرة مكي (16 عاماً)، التي التحقت بالبرامج، أن الورش التي أقامها مركز «غراس الخير» في مدينة صفوى منذ أسابيع، لتعليم فن القيادة والتأثير في المجتمع، ساعدتهن في كشف جوانب مخفية من شخصياتهن، لافتة إلى تمكنها من خلال تلك الدورة من مواجهة مخاوف كانت تسيطر عليها منذ الطفولة، وتغلبت عليها، كما تمكنت من تحديد ماذا تود أن تكون في المستقبل، مشيرة إلى رغبتها في الالتحاق بقسم الهندسة. وحول هوايتها للكتابة تمكنت زهرة من كتابة خمس قصائد خلال فترة انخراطها في الورش، فيما قامت وزميلاتها بتنظيم حملات لمساعدة الفقراء واليتامى والمعوقين، أطلقن لها صفحات على موقع التعارف الاجتماعي «فيسبوك» باللغة الإنكليزية، ولفتت إلى «الصمت الذي يسيطر على الكثير من الفتيات اللاتي يتعرضن للتحرش الجنسي، بسبب سطوة الأعراف»، مشيرة إلى بعض المشكلات التي تعترض المراهقات، ومنها «الشعور بالكآبة، والاتجاه إلى البويات، والتدخين»، مؤكدة أهمية رفع الوازع الديني، وتقرب الوالدين من الأبناء، والرقابة التي يمكن أن تجنبهم مشكلات عدة. وتطمح زميلتها بتول آل شبر (16 عاماً)، إلى أن تصبح اختصاصية نفسية وكاتبة، وتقول «أكتب الشعر منذ ثلاث سنوات، ولدي صفحة على «فيسبوك»، بعنوان «ذكرى من عبق الأيام»، تضم قصائد حول حقوق الطفل»، مشيرة إلى أنها تعلمت من تلك الورش، إضافة إلى كيفية التخطيط للمستقبل، التحدث بثقة وجرأة أكبر، وأساليب التعامل مع الآخرين. واستعرضت بتول عدداً من المشكلات التي ناقشتها الورش، ومنها التحرش، والعنف الأسري، مؤكدة أهمية مناقشة المشكلات الخطرة الناجمة عن الاستعمال السلبي لشبكة «الإنترنت»، وما ينجم عنه من «تحرشات، وترويج للمخدرات، وتدخين، وخروج بصحبة شباب، وتكوين صداقات سوء، وتعلم العادات السيئة، والبويات»، مبدية استغرابها من تفاخر بعض الفتيات بذلك بين زميلاتهن في المدرسة. وعزت السبب إلى «التجرد من الوازع الديني والأخلاق»، مرجحة أن يكون ذلك نتيجة «الكبت العاطفي، وغياب الجو الأسري الحميمي». وأشارت إلى أهمية «مشاركة الأهل واقترابهم من الأبناء، ومصاحبتهم ومنحهم الثقة، بحدود». بدورها أوضحت مدربة الورش الاختصاصية الاجتماعية سلمى العالي، أن الفتيات «شاركن في عشر ورش حتى الآن، بمعدل ورشة في الأسبوع، فيما تبقى لهن اثنتان أرجأتا لما بعد الاختبارات»، لافتة إلى أهمية مثل هذه الورش لفتيات في هذه السن. وقالت: «إن شدة الإقبال دفعتنا إلى إرجاء بقية الراغبات في الالتحاق إلى ورش مقبلة». ولفتت العالي، إلى «إقامة الورش صباح يوم الخميس من كل أسبوع، لمناقشة مواضيع مثل من القائد، والقيادة والاختيار، والاتصال جوهر القيادة، وتقدير الذات وتشكيل الرؤية المشتركة، والقيادة بواسطة التأثير، أو بالتحلي بالقيم، وكيف يمكن أن نتعلم من الاختلاف، وآلية حل المشكلات، إضافة إلى شرح آلية إعداد الحملات، وطرق التسويق للذات، والتعرف عليها من الداخل، واكتشاف نقاط القوة والضعف، وتبني قضية ما، ومن ثم بناء تحالف لدرس الإمكانات المتاحة لحلها، والإفادة من المراكز والمؤسسات الأهلية، وكذلك مؤسسات الدولة التي يمكن أن يلجأن إليها لإنجاح قضيتهن ودعمها». وذكرت أن الفتيات قمن باختيار قضايا عدة، وحددن الجهات التي يمكن أن يلجأن إليها، كما قمن بعد ثلاثة أسابيع فقط من بدء الدورة، بالتخطيط لإطلاق حملة بعنوان «معاً لتزهر أزهار المستقبل»، على «فيسبوك». وتتضمن الحملة آليات للتفكير الإيجابي، وتستعرض حلولاً لمشكلات المراهقات. وبينت أنه في بداية الدورة كانت الفتيات شبه صامتات، لا يعبرن عن مشاعرهن، بيد أنهن انطلقن بعد وقت قصير، في مناقشة ما تقول، مستندات إلى الحجج. وأشادت العالي بمقترحاتهن المثيرة للدهشة، مثل «المطالبة بحقوق المرأة، والمساواة في المستوى التعليمي والتخصصات بين الذكر والأنثى، وتضييق الفجوة بين المراهقين وذويهم، ومطالبتهن بالإصغاء إليهن».