طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – أكد الرئيس محمود أحمدي نجاد أمس، ان علاقته بمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي «أقوى مما قد يعتقد كثيرون»، مندداً ب»تدخلات» الولاياتالمتحدة وحلفائها في شؤون سورية، ومعلناً أن إيران ستقترح «خطة» لتسوية الأزمة في البحرين. في غضون ذلك، أكدت وزارة الدفاع الأميركية إرسال إيران غواصات إلى البحر الأحمر، في خطوة تُعتبر سابقة، وتأتي بعد نحو 4 شهور من عبور بارجتين إيرانيتين قناة السويس، للمرة الأولى منذ الثورة ( 1979)، في طريقهما إلى سورية. وقال ناطق باسم البنتاغون: «لا سبب يدعو الى القلق حتى الآن، أعربنا مراراً عن قلقنا إزاء الأعمال التي تولّد حالة عدم استقرار، لكن مجرد تحريك قوات عسكرية لا يشكّل بالضرورة أمراً يثير قلقنا». وسُئل نجاد عن تضرر شعبيته بسبب الأزمة الداخلية في البلاد، فأجاب خلال مؤتمر صحافي: «ايران بلد حرّ، ولكلّ شخص رأيه. الحكومة ترّحب بالانتقاد والتعليقات، وللجميع الحق في ذلك». ويتهم معسكر خامنئي فريق نجاد، خصوصاً مدير مكتبه اسفنديار رحيم مشائي، بتزعّم «تيار منحرف» يسعى الى تقويض نظام ولاية الفقيه. وأمر المرشد نجاد بإعادة وزير الاستخبارات حيدر مصلحي الى منصبه، كما أرغمه مجلس الشورى (البرلمان) على تعيين قائم بأعمال وزير النفط، بعدما أعلن الرئيس الإيراني توليه تلك الحقيبة بالوكالة، إثر إقالته الوزير مسعود ميركاظمي، في إطار خطة لدمج 8 وزارات. واعتبر نجاد أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، أفقد المنظمة صدقيتها، بإعلانه حصولها على معلومات جديدة تشير إلى «أبعاد عسكرية محتملة» للبرنامج الذري الإيراني. وقال: «بأوامر أميركا، كتبت (الوكالة) في تقرير بعض المسائل المتعارضة مع القانون وقواعد الوكالة، ولا قيمة قانونية لها، ولن يكون لها تأثير سوى الإضرار بسمعة الوكالة». وأضاف: «إيران ستواصل طريقها وستتعاون (معها) إذا استند سلوكها الى العدالة». وأشار نجاد الى أن بلاده تبني «جيلاً جديداً من أجهزة الطرد المركزي» المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم، مؤكداً أن لا حوافز يمكن ان تقدمها الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني، قادرة على إقناع طهران بوقف التخصيب. كما أعلن اكتمال بناء مفاعل «بوشهر» النووي، لافتاً الى تدشينه قريباً. وتطرّق الرئيس الإيراني الى الوضع في البحرين، قائلاً: «آمل بأن تكون الأرضية مهيأة في مستقبل قريب، من أجل تقديم خطتنا، وأن تُسوّى المشكلة». واعتبر ان «مشكلة البحرين ليست بين الشعب والحكومة، لكنها مرتبطة بوجود القاعدة العسكرية الأميركية»، داعياً ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الى «الجلوس والتفاوض مع الشعب، وعدم السماح للمستكبرين بالتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين. من غير المقبول أن تكون للمرء سلطة غير محدودة، ويجب أن يكون للناس حق التصويت في حرية». وكرر نجاد أن بلاده «لا تتدخل» في شؤون البحرين، قائلاً: «إذا تدخلت إيران، تتغيّر كلّ خريطة المنطقة. على الشعوب الأخرى أن تنتبه الى (ضرورة) ألا تؤدي دوراً في المخطط الأميركي، لأن الأميركيين ليسوا أصدقاء جيدين، والشيء الوحيد الذي يعرفونه هو مصالحهم اللامشروعة... الأميركيون يفسحون المجال لعملائهم في قتل أبناء وطنهم من جانب، والظهور كمن يدافع عن حقوق الشعب من جانب آخر». وندد ب «تدخلات الولاياتالمتحدة وحلفائها في سورية»، قائلاً: «إيران تقف في خط المقاومة الأول في مواجهة إسرائيل، وأنا متأكد من أن الشعب والحكومة السوريين سيسوّيان مشاكلهما... نقف الى جانب كلّ الحكومات الثورية، ونعتقد بأن السوريين قادرون على إدارة شؤونهم بأنفسهم». وأعلن نجاد أن إيران تؤيد «حكومة فلسطينية لكلّ أراضي فلسطين، واللاجئون يجب أن يعودوا الى ديارهم. شعوب المنطقة تريد نهاية للنظام الصهيوني، وكلّ الاستطلاعات تثبت ذلك».