إسطنبول، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – حضت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إيران أمس، على دعم تأكيدها أن الإسلام يحرّم استخدام أسلحة دمار شامل، وذلك من خلال موافقتها على خطة تثبت أنها لا تنوي تطوير سلاح ذري. والتقت كلينتون في اسطنبول أمس، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي أطلعها على نتائج محادثاته في طهران أخيراً، واتهم إسرائيل ب «الترويج لكارثة»، من خلال تهديدها بضرب المنشآت النووية الايرانية. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن أردوغان وضع كلينتون في أجواء محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين، بينهم مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، وموقفهم من التطورات في شأن الملف النووي لطهران، قبل نحو أسبوعين من استئنافها المحادثات مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). وفي إشارة إلى أردوغان والمسؤولين الأتراك، قالت كلينتون: «قيل لهم إن المرشد يعتبر أن أسلحة الدمار الشامل محرّمة شرعاً، بوصفها تتعارض مع الإسلام». وأضافت: «سنلتقي الإيرانيين لمناقشة كيفية ترجمة نياتها المعلنة، إلى خطة عمل. ذلك ليس اعتقاداً تجريدياً، ولكن سياسة حكومية يمكن إظهارها بوسائل عدة. ويريد المجتمع الدولي الآن أن يشهد تدابير متّصلة بذلك». وشددت على أن المحادثات بين إيران والدول الست، والتي ستُستأنف في 13 الشهر الجاري، لن تكون «جلسة مفتوحة»، لافتة إلى أن المسؤولين الأتراك عقدوا «مناقشات مطوّلة» مع نظرائهم الإيرانيين. ورحبت كلينتون بقرار تركيا خفض استيرادها نفطاً من إيران، بنسبة 20 في المئة. وكان أردوغان أعلن أن خامنئي أبلغه أن الإسلام يحرّم استخدام أسلحة دمار شامل، مضيفاً: «بعد هذا الكلام، لا يمكنني الادعاء بأن إيران تصنع سلاحاً نووياً». وتساءل: «ألا يحق للإيرانيين امتلاك برنامج سلمي للطاقة النووية؟». وحذر أردوغان من عواقب «كارثية» لهجوم تشنّه تل أبيب على طهران، قائلاً: «المنطقة بكاملها ستُدمّر، إذا ضربت إسرائيل إيران». وأشار الى أنه والرئيس الأميركي باراك أوباما، يتشاطران الرأي ذاته، معتبراً أن إسرائيل تشارك في «الترويج لكارثة»، من خلال تهديداتها المتواصلة في هذا الشأن. ونقلت صحيفة «حرييت» عنه إن نزاعاً إقليمياً يشعله هجوم إسرائيلي، «لن ينتهي مثل الحرب بين الولاياتالمتحدة والعراق»، مضيفاً: «على إسرائيل الامتناع عن ضرب إيران». ولفت أردوغان إلى «امتلاك إسرائيل بين 250 و300 رأس نووي، ولا أحد يناقش ذلك»، مضيفاً: «إيران تقول إنها لن تنتج أسلحة نووية، وإنها تريد إنتاج كمية محددة من قضبان الوقود المخصب باليورانيوم، والتوقف بعد ذلك». لكن «حزب الشعب الجمهوري» الأتاتوركي المعارض وصف زيارة أردوغان لطهران بأنها «فاشلة»، لافتاً إلى أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أجّل لقاءه مع رئيس الوزراء التركي، بدعوى مرضه، لكنه استقبل وفداً من تركمانستان في اليوم ذاته. وقال النائب عن الحزب فاروق لوغوغلو: «إردوغان عاد خالي الوفاض». في غضون ذلك، جدد المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية تأكيد بلاده رفضها وقف تخصيب اليورانيوم، فيما كرر المدير العام للوكالة يوكيا أمانو شكوكه في سعي طهران إلى صنع سلاح نووي. وتحدث الرجلان إلى شبكة «فوكس نيوز»، فاعتبر سلطانية أن ثمة «نافذة فرصة» للتوصل إلى تسوية، خلال المحادثات مع الدول الست، لكنه استدرك، مخاطباً الغربيين: «إذا قلتم للإيرانيين: عليكم تنفيذ أمر ما، سيكون ردهم «لا» بصوت مرتفع. ولكن إذا تمنّيتم على الإيرانيين تنفيذ أمر ما، سيكونون مرنين». في المقابل، اعتبر أمانو أن المحادثات بين إيران والدول الست «ستأخذ وقتاً»، قائلاً: «لدينا معلومات تؤشر إلى تنفيذ إيران نشاطات تتّصل بتطوير أجهزة تفجير نووية». وذكّر برفض إيران السماح لمفتشي الوكالة، بزيارة مجمّ بارشين العسكري. لكن سلطانية أكد أن بلاده «لا تسعى إلى صنع سلاح ذري»، مشدداً في الوقت ذاته على أنها «لن توقف نشاطاتها (النووية) مطلقاً، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم». واعتبر أن «أحداً لا يجرؤ على شنّ هجوم على إيران»، مهدداً بردّ ب «قبضة حديد»، على أي ضربة إسرائيلية.