الحب شعور جميل وهو أساس الحياة الروحانية والدينية والدنيوية، فبالحب تم تشريع العلاقات الإنسانية الربانية والعلاقات الإنسانية الإنسانية والعلاقات الإنسانية الحيوانية، والحب كان وما زال وسيستمر أساس الإيمان بالمحب. فقد اختص الرسول الكريم الإيمان بحب الله ثم الرسول وألا ينازعهما شيء في الحب، فمن أحب الله وأحبه الله غفر له ذنوبه ويغشى برحمة الله ثم جُعل البر أساساً للإنفاق مما تحب، بل إن الحب أساس للولاء والبراء الذي هو مخ التشريع الرباني في ديننا الحنيف. وفرض الرسول الكريم حب المسلم لأخيه المسلم أساساً ليكتمل الإيمان، ولم تأت مسائل الحب عشوائية المعنى والهدف بل انبثقت من صلب الدين الذي يسعى لتثبيت قيم المجتمع وتماسكه ولا يتأتى هذا إلا بالحب حتى إن التدين في منهاجنا الحنيف يجب أن يكون بحب خالص صاف خال تماماً من الإكراه والإلزام، فلا إكراه في الدين، والحب معناه الطاعة والولاء والإتباع والتضحية والإيثار والإخلاص والوفاء وكل معنى جميل وإيجابي في هذه الحياة، ما يضفي أشياء جميلة ورائعة على هذه الحياة، ولكن عندما يتلاشى الحب أو يتغير عن مجراه أو تتغير درجة انحرافه بزاوية انفراجية مكتملة، بل عندما يتحول إلى حقد وحسد نتيجة نقص أو عُجب أو استكبار تارة واستحقار تارة أخرى، أو عندما تطغى المصالح الشخصية والرغبات الذاتية والشهوات الدنيئة على الحب والإيثار والتضحية والطاعة... فعندها يتحول الحب الفطري إلى بغض مكتسب. ان الحب يبني دولاً ويؤسس حضارات والبغض يهدّها هدّاً، فالحب أسس لنا حضارة إسلامية امتدت من هجرة الرسول إلى أرض المحبين والأحباء من الأنصار في المدينة واستمرت ما استمر الحب، فما إن يبدأ البغض يحل محل الحب تبدأ هذه الدولة في التدهور والانحطاط، ولعل حالنا اليوم دليل واضح على انحطاطنا الناتج من تموضع البغض محل الحب في قلوبنا.