من أجمل كلمات الحب (لبيه)! هي لفظ غير شائع بكثرة .. لكنه جزل المعاني ولا يقال لكل أحد يجمع بين المحبة والإخلاص والولاء والطاعة والإصرار على تأكيد الصلة الإنسانية والإصرار على استمرارية العطاء! وفيه أكثر من ذلك «الإيثار» .. إيثار الطرف الآخر الذي نقول له هذا اللفظ المحبب ومع الإيثار بذل وتضحية وفداء وصدق في الطاعة! هذا اللفظ قلت غير شائع لكنه متداول ومعروف عند أبناء المنطقة الوسطى أكثر من غيرهم لأنه يدخل ضمن الألفاظ الشعبية أو اللهجات المحلية .. نقول (لبيه) عندما نريد إفهام المتكلم وإشعاره أن طلباته أوامر مجابة .. ورغباته ليس لها عندنا غير السمع والطاعة! ونقول (لبيه) عندما يكون الذي نعنيه بها له منزلة عظمى في أعماقنا بحيث لا يكفي معها أن نقول له (نعم) إجابة لندائه بل نقول له (لبيه) إمعانا في السمع والطاعة لتلبية ندائه وإمعانا في الإنصات له والاستجابة لطلبه! وكنا عندما نرد على آبائنا أو أمهاتنا نقول (لبيه) أما غيرهم «نعم» أو «سم» أو «سمّي» حسب المنزلة والقرب والحب!! وبالعودة إلى أصدق الدعاء لله عز وجل في أيام معدودات أيام الحج المبارك نجد أن فاتحة أداء المشاعر (لبيك اللهم لبيك) لأنها تحمل كل المراد التعبير عنه في تلك اللحظة، جئناك اللهم ملبين طائعين خاشعين. وفي العصر الجاهلي وصدر الإسلام شاعت عبارة (لبيك وسعديك) وفيها هبة الذات لمن يتجه إليه الكلام! هذا كله مر بي عندما سمعت عن الموقع الإلكتروني الذي بعنوان (لبيه) فقد دار في خاطري ألف سؤال قبل أن أعرف ما هية هذا الموقع وما يقصده من المعاني في تقمصه لهذه الكلمة الغالية على نفسي والتي لها وقع أثير وخاص! ولم تكن مفاجأة عندما عرفت أن هذا الموقع أول عنوان إلكتروني يحمل قيم التطوع والعمل التطوعي الذي هو غير العمل الخيري ويختلف عنه، يحمل قيم التطوع ثم يشيعها بين الناس! كلمة (لبيه) لا يصلح لها غير هذه المبتكرات الإنسانية الراقية والدالة على غرس حب الإيثار للآخرين وحب التعاون وحب التضحية في سبيل نصرة حق أو مظلوم أووطن! فإذا كانت (لبيه) تحمل كل تلك القيمة التعبيرية .. فكيف إذا قيلت للوطن ولأجل الوطن وتم توظيفها للارتقاء بالعلاقة بأرض الوطن! فنحن بيئة خيرية تحب الخير .. ونريد أن نكون بيئة تطوعية طوعية تحب العمل لنهضة وطن! أعمال قد تكون صغيرة لكنها ذات قيمة كبيرة! أن تنظف شارعك أن تسهم في مساعدة المرور أنثاء عاصفة أو مطر أو في طريق مسدود! أن تنقذ غريقا! أن تتبرع بدم لإنسان بين الحياة والموت معلق في انتظار قطرة دم منك وهكذا. الجميل أن هذا الموقع وراءه أميرات! إنها الإمارة حين تكون في خدمة الجماعة! إرادة تعجيزية خيرية راقية لا تفصل بين القمة والقاعدة بل تجعل من القمة .. قمة في السلوك والحضارة والعطاء الإنساني الفذ .. شكرا لكل فكرة تريد أن تجعل من هذا الوطن باقة محبة وأرض خيرات .. وعنوان للمجد بأقل جهد .. وغدا نلتقي.