دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي «السلطات السورية إلى أن «توقف آلة القتل وترفع الحصار على المدن والقرى السورية وتخرج الجيش ودباباته من وسط المدن، وترك الشعب السوري يعبر عن تطلعاته في الحرية والديموقراطية والعدالة والكرامة... والمضي بكل جرأة وشجاعة في إصلاحات حقيقية ملموسة يشعر بها المواطن السوري علها تستعيد ثقته». وعبر الاتحاد في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه أمس عن استغرابه في شأن «الصمت الكامل لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي عما حدث ويحدث في سورية منذ شهرين ونصف الشهر، ولذلك نطالبهما بموقف واضح مشابه لموقفهما من ثورة ليبيا، فلا يجوز لها السكوت عن الظلم». وحذر علماء المسلمين «النظام السوري وحمّله المسؤولية عن هذه الدماء البريئة التي أريقت والتي ستراق، وعن دفع القوى الدولية الغربية بخاصة للتدخل في الشأن السوري من خلال المنظمات الدولية ومن بينها مجلس الأمن الدولي». وقال إنه إذا كانت مراهنته على روسيا والصين لمنع صدور أي قرار من هذا النوع «فلينظر إلى روسيا والصين أين هما من زميله معمر القذافي اليوم، فكلاهما انحاز وبشكل نهائي إلى الشعب الليبي ومجلسه الانتقالي ويعملان معاً على إيجاد مخرج للعقيد قبل فوات الأوان، فهذه الدول لا تبحث إلا على مصلحتها الخاصة». ودعا البيان تركيا «كدولة جارة ولها علاقات جيدة مع النظام القائم إلى مزيد الضغط عليه حتى يوقف مسلسل القتل هذا، وندعو الأستاذ أردوغان شخصياً بصفته رئيساً للوزراء إلى مضاعفة جهوده والعمل على ألا تتحول سورية إلى ليبيا جديدة (في ما تعلق بالتدخل الدولي) الذي مازلنا نرفضه جميعاً ونطمح إلى تدخل عربي وإسلامي يجنب سورية وشعبها كل ما من شأنه أن يجعلها ساحة للقوى الدولية المعادية للأمة، عندها ستكون الصورة أعقد». كما ايد اتحاد علماء المسلمين «المبادرات الوليدة التي تسعى إلى توحيد صفوف المعارضة في الداخل السوري والخارج لدعم المتظاهرين ومطالب الشعب المشروعة حتى تتحقق»، ودعا الأمة العربية والإسلامية وبخاصة علماءها وخطباءها إلى الوقوف مع الشعب السوري مادياً ومعنوياً. وكان الاتحاد أشار في مستهل بيانه إلى أنه بعد ما يفوق شهرين ونصف الشهر من التظاهر السلمي للمطالبة بالحرية والديموقراطية والكرامة الإنسانية مازالت «آلة القتل» للنظام الحاكم في سورية تحصد عشرات الأرواح يومياً في المدن والأرياف السورية، وتتضاعف هذه الأعداد في كل يوم جمعة حتى بلغ عدد الشهداء أكثر من 1200 وآلاف من الجرحى والمعتقلين منذ انطلاق التظاهرات والاحتجاجات في الخامس عشر من آذار (مارس) الماضي.