احتفى أدبي الرياض يوم أمس "بالاحتشاد الثقافي من أجل المستقبل" كما جاء على لسان رئيسه الدكتور عبد الله الوشمي. في أمسية بعنوان (آفاق العمل الثقافي في الأندية الأدبية) ضمن الفعاليات الثقافية التي يقيمها النادي خلال هذا الأسبوع، بحضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور ناصر الحجيلان، والتي أدارها مدير عام الأندية الأدبية الأستاذ عبدالله الكناني. دعت إلى مراجعة المنجز الثقافي للأندية الأدبية. حيث دعا الوشمي في مفتتح الأمسية إلى "الوقف من أجل مراجعة المسيرة فيما قدمت الأندية، والتأمل في خططها الثقافية، والحديث بشكل خاص عن الأندية الأدبية ، إلى جانب ما تعمل به أنديتنا الثقافية وله، عبر مسيرة ممتدة، وخطط وبرامج وأنشطة متعددة، إضافة إلى الاحتفاء بضيوف النادي المشاركين في الحديث عن المؤسسات الأدبية ومناشطها الثقافية المختلفة، ليكون الحديث عن الأندية الأدبية في المملكة في الأندية ذاتها دونت أي مكان آخر على مشهد ومسمع". واختتم الوشمي حديثة متمنياً بأن تكون أمسية أدبي الرياض امتدادا للقاءات وأمسيات عن مواصلة النقاش في مختلف الأندية الأدبية. د. الوشمي: أتمنى أن تكون هذه بادرة تمتد إلى كافة أنديتنا الأدبية من جانبه وصف الدكتور محمد الربيع، لائحة الأندية الأدبية القديمة، باللائحة الرائعة والرائدة في وقتها، إذ كانت تنص على الانتخابات، كما نصت على استقلالية الأندية الأدبية، وعلى أن علاقة الأندية بالرئاسة حينها تنسيقية تنظيمية، مؤكدا على ما تذهب إليه خطط التنمية الثقافية في المملكة التي كان من المفترض ان تكون أكثر تقدما ثقافيا أكثر مما نحن عليه. وقال د. الربيع، الرئيس السابق لأدبي الرياض: يجب ألا ننسى ما قدمه رؤساء الأندية الأدبية سابقا من نشاط وتأسيس، إلا أننا نقول وداعا للمرحلة السابقة بسلبياتها وإيجابياتها، وعندما نحصر الحديث عن اللائحة عبر النسختين، نجد أن فيها الخير والبركة، ولكن كيف يمكن أن تنفذ؟ وأشار الربيع إلى أن موقف الأدباء والمثقفين لم يكن على ما نتمناه ولم يكن كما كان مؤملاً، عطفا على ما كانوا يناشدونه ويطالبون به، حيث لا يزال الإحجام عن التسجيل في الجمعيات العمومية هو الحاضر على العملية الانتخابية في الأندية الأدبية. وأيا كان بعد ذلك فعلى المثقفين الرضا بما تنتج عنه الانتخابات، واحترام ما ستتمخض عنه، علما أن اللائحة لم تفرق بين المثقف والمثقفة عندما نتحدث عن ترشيح المرأة لعضوية مجالس الأندية الأدبية. واختتم الربيع حديثه بخيبة الأمل التي شكلها إعراض النخب الثقافية عما كانوا يطالبون به من انتخابات، مما سيجعلهم أمام تحقق إرادة المنتخبين. مشيرا إلى ما تم تدارسه عن تحول الأندية الأدبية إلى مراكز ثقافية، والذي ما يزال قيد التدارس، وخاصة في ظل اتجاه الأندية الأدبية إلى الانتخابات، ومقترحا أن تعقد الأندية لقاءات عامة لمثقفيهم في مناطقهم، لوضع تصورات وبرامج للمراحل القادمة، بحيث يخرجون برؤى عملية وآليات لتنفيذها، لتكون معينة للمجالس بشكل متواصل. د. سعاد المانع: الشباب مستقبل الثقافة.. واللجان النسائية ما تزال تحصيل حاصل من ناحيتها أشارت الدكتورة سعاد المانع، إلى ما يمكن أن يتصوره المثقفون من الأندية الأدبية، مؤكدة على أهمية خلق تواصل من خلال الأندية الأدبية بين الشباب والثقافة، إضافة إلى أهمية الوعي بما يجذبهم إلى الثقافة بوصفها مهمة كبيرة مؤملة، وواصفة وجود لجنة نسائية في الأندية فكرة قديمة، لكنها ما تزال أشبه بما وصفته ب(تحصيل حاصل). وقالت د. المانع: ما جعلني أتحدث عن الشباب والثقافة، هو ما يهمنا أن نصنعه من ربط بين الحاضر الثقافي بأصالته ومستقبل الثقافة وبلادنا، وما يمكن أن تقدمه المؤسسات الثقافية للشباب من مهارات إبداعية على مستوى أصحاب المواهب من جانب، وعلى مستوى المنتج من جانب آخر. لتكون بذلك صلة بين الثقافة عبر ما ينمي العقل، ويجذب الاهتمام ويحرض على العطاء الثقافي. كما تحدث الأستاذ محمد الشقحاء عن آفاق العمل الثقافي في الأندية الأدبية من منظور الأهداف التي من أجلها أسست الأندية الأدبية، وذلك من خلال استعراض مقارن في بعض جوانب اللائحة القديمة، واللائحتين التنظيميتين في صيغتهما الأولى والثانية، وما تضمنتاه من فوارق من حيث المسمى تارة، ومن حيث ما نص عليه المضمون تجاه الأهداف تارة أخرى. د. الربيع: نطالب باستقلالية الأندية الأدبية.. والنخب قاطعوا ما طالبوا به سنوات ومضى الشقحاء في حديثه مشيرا إلى واقع النشاط عبر ثلاثة عقود من حيث الأداء والمأمول عطفا على الأهداف، التي استعرض عددا منها عبر منظورين، الأول منهما: الأدب، وثانيهما الثقافي.. وأبرز ما قدم في هذين السياقين، مؤكدا على أن العمل الثقافي يحتاج إلى مشاركة تقوم على احترام الأهداف، وما تنص عليه من مواد، الأمر الذي يفرض الاحترام على الأفراد الثقافة بعضهم ببعض، إلى جانب ممارسة العمل الثقافي بوعي ليسهم في بناء مشهد ثقافي يمكن وصفه بالنمو ومسايرته للتنمية الثقافية في بلادنا.. أعقبه قصيدة للشاعرة هند المطيري، وجملة من أسئلة الحضور ومداخلاتهم. المشاركون في الأمسية وفي ختام الأمسية أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، على الدور النوعي الذي ستقدمه الانتخابات لمجالس الأندية الأدبية، وذلك في سبيل تحقيق الأهداف المنشودة منها، للإسهام في دعم مسيرة الثقافة في المملكة، عطفا على ما تؤمله وزارة الثقافة والإعلام من جانب وما يؤمله المثقفون من انتخابات مجالس الأندية من جانب آخر، مشيرا إلى ما نصت عليه اللائحة التنظيمية الأخيرة، وما تم رصده من خلالها عبر ما تم من انتخابات في أدبي مكةالمكرمة.. موضحا بأن بعض ما نصت إليه اللائحة من خلال التطبيق الفعلي بحاجة إلى مزيد من الدراسة المتعمقة التي تسهم في دعم وتعزيز مسيرة الأندية الأدبية، وتحقيق نقلة نوعية في مستقبل مسيرتها المأمولة من كل هذه التنظيمات. جانب من الحضور