اصيب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بانفجار قذيفة أطلقت على مسجد داخل دار الرئاسة جنوب العاصمة صنعاء أثناء تأديته صلاة الجمعة أمس بحضور عدد من كبار مسؤولي الدولة ومساعديه المقربين الذين أصيب عدد منهم بجروح بعضها خطر. وتضاربت المعلومات حول طبيعة إصابة الرئيس لكن الرواية الرسمية اكدت أنها كانت طفيفة في الرأس. وجاء هذا التطور ليضع اليمنيين في حال قلق وترقب لمضاعفات الحادث الذي ادى إلى تدهور كبير في الوضع الأمني انعكس اشتباكات في مختلف أنحاء العاصمة صنعاء بعدما ردت القوات الحكومية بقصف منازل عدد من شيوخ آل الأحمر الذين اتهمتهم بتدبير محاولة الاغتيال. وأكدت مصادر متطابقة في صنعاء ل «الحياة» أن بين المصابين بجروح بالغة نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع وزير الإدارة المحلية رشاد العليمي ونائب رئيس الوزراء الأمين العام المساعد للحزب الحاكم صادق أمين أبو راس ومحافظ صنعاء نعمان دويد الذي بترت أحدى ساقيه وإحدى يديه، في حين كانت إصابات كل من رئيس الوزراء علي محمد مجور ورئيس مجلس النواب يحيى الراعي ورئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني والنائب الشيخ ياسر العواضي والسكرتير الصحافي للرئيس عبده بورجي طفيفة. وجرح أيضاً عدد من المصلين. وأضافت المصادر أن أربعة ضباط من وحدة الحرس الرئاسي قتلوا في القصف. وتم نقل الرئيس والمصابين الآخرين إلى مستشفى القوات المسلحة بالعرضي وسط صنعاء، مؤكدة أن الرئيس سيلقي بياناً إلى الشعب اليمني خلال ساعات يوضح ما حدث ويطمئنهم إلى سلامته ونجاته من محاولة الاغتيال. واتهم مكتب الرئيس صالح الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر وإخوانه ممن وصفهم ب «عصابة آل الأحمر» بتنفيذ الهجوم على المسجد الرئاسي بقذائف صاروخية عدة أطلقت من منزله في منطقة حده والذي يبعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب الغربي من دار الرئاسة، حيث اندلعت مباشرة بعد الحادث مواجهات عنيفة بين قوات من الحرس الجمهوري وعناصر قبلية، في حين قصفت قوات الحرس الرئاسي من التباب المحيطة بدار الرئاسة منزل حميد الأحمر ومنزل أخيه مذحج، بالإضافة إلى منزل اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى المدرعة المنشق، والحق بها دماراً كبيراً. وفي حين أجمعت المصادر على أن صالح كان بين المصلين لدى انفجار القذائف وأصيب، اتهم الشيخ حميد الأحمر الرئيس نفسه بتدبير الحادث وقصف المسجد لكي يبرر قصف منزله ومنازل إخوانه وضرب المناصرين لهم والمعارضين للنظام والزج باليمن في حرب أهلية. وبدوره نفى مكتب الشيخ صادق الأحمر أي علاقة له بقصف مسجد دار الرئاسة، وقال إن الحادث من تدبير علي صالح ليبرر قصف السكان في منطقة حده، ودعا اليمنيين إلى تصعيد نضالهم السلمي للتعجيل برحيل صالح وإسقاط نظامه. وفي هذا السياق توسعت الاشتباكات والمواجهات المسلحة بين القوات الحكومية والمقاتلين القبليين من أنصار الأحمر لتشمل بعد ظهر أمس معظم أحياء العاصمة الشمالية والجنوبية. وهزت الانفجارات العنيفة منطقة حده جنوباً للمرة الأولى بعدما كانت المواجهات تتركز في منطقة الحصبة شمالاً. وهي المرة الأولى التي يتعرض فيها القصر الرئاسي في اليمن لقصف صاروخي بهدف اغتيال الرئيس منذ توليه الحكم قبل 33 سنة. وحصل القصف أثناء وجود عشرات الآلاف من أنصار صالح في ميدان السبعين المجاور لدار الرئاسة حيث أدوا صلاة «جمعة الأمان»، في حين كان مئات الآلاف من المناوئين للنظام يحتشدون في شارع الستين في جمعة «الوفاء لتعز» ويرددون شعارات تطالب بإسقاط النظام ورحيل صالح وينددون بما يصفونها ب «مجازر» النظام بحق المعتصمين والمحتجين سلمياً في تعز. وكان المتظاهرون في تعز نجحوا أمس في استعادة «ساحة التغيير» التي كان الجيش أجلاهم منها بالقوة قبل أيام موقعاً عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في صفوفهم. وعاد المحتجون إلى الساحة بعدما سحب الجيش قواته اثر اشتباكات عنيفة مع مسلحين قبليين. وفي واشنطن، دانت الولاياتالمتحدة بشدة الاعتداء على مقر القصر الرئاسي في اليمن، داعية جميع الأطراف الى «وقف القتال فورا والسعي وراء عملية الانتقال السياسي طبقا لمبادرة مجلس التعاون الخليجي». وأكد البيت الأبيض في بيان رسمي أن «الولاياتالمتحدة تدين بأشد العبارة أعمال العنف الفارغة اليوم في اليمن من ضمنها الاعتداء ضد مجمع القصر الرئاسي واعتداءات أخرى في صنعاء وفي البلاد». واذ دعا البيان الى تطبيق المبادرة الخليجية، أكد أن مستشار الرئيس باراك أوباما لمكافحة الارهاب جون برينان أنهى اليوم اجتماعات له في السعودية والامارات العربية المتحدة تطرقت الى اليمن وعبر الأطراف عن «قلقهم البالغ حول الوضع المتدهور» هناك، وأن واشنطن ستتابع التنسيق مع الرياض ودولة الامارات في هذه المسألة ولانهاء حالة العنف.