صنعاء - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - شهد الوضع الأمني والسياسي في اليمن تدهوراً خطيراً أمس مع «محاولة الاغتيال» التي قالت السلطات اليمنية إن الرئيس علي عبدالله صالح تعرض لها وأسفرت عن إصابته بجروح طفيفة في رأسه وجرح عدد من كبار المسؤولين بعد تعرض مسجد دار الرئاسة لقصف مدفعي. وردت القوات اليمنية الموالية للرئيس بقصف منزل الشيخ حميد الأحمر شقيق زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر بعدما حمّلتهما المسؤولية عن استهداف الرئيس. وقالت مصادر أمنية وسياسية إن القصف على دار الرئاسة أدى الى إصابة كل من صالح ورئيس الوزراء علي محمد مجور ونائبه صادق أمين أبو راس ورئيس البرلمان يحيى الراعي ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع رشاد العليمي ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني ومحافظ صنعاء نعمان دويد والنائب ياسر العواضي ومستشار الرئيس للشؤون الإعلامية عبده برجي. ووردت أنباء عن مقتل ثلاثة من حراس الرئيس. واتهم طارق الشامي الناطق باسم حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم الشيخ صادق الأحمر وإخوانه الذين يخوضون منذ أيام معارك طاحنة مع القوات الموالية للرئيس، بأنهم مسؤولون عن القصف. وقال إن «أبناء الأحمر تجاوزوا كل الخطوط الحمر» وهم «باتوا الآن في وضع صعب». وأكد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب «المؤتمر الشعبي العام» والأمين العام المساعد سلطان البركاني إصابة الرئيس والمسؤولين الآخرين، لكنه قال إنه زار الجميع في المستشفيات وأن ليست هناك حالات وفاة ولا إصابات خطرة. وأوضح أن صالح أصيب «إصابة خفيفة في مؤخرة الرأس». وأفاد موقع وزارة الدفاع والتلفزيون الرسمي بأن الرئيس «بخير وعافية وسيوجه بياناً» الى اليمنيين «خلال الساعات المقبلة». وذكرت مصادر أمنية أن قذائف أطلقت أيضاً من عمارة حميد الأحمر في شارع الخمسين باتجاه ميدان السبعين حيث كان يحتشد جمهور كبير في إطار إحياء «جمعة الأمان» تأييداً للرئيس. وذكر شهود أن قوات الحرس الجمهوري ردت على مصادر إطلاق القذائف، بعدما طلبت من المحتشدين إخلاء الميدان. ونفى مكتب صادق الأحمر أي صلة له بالقصف على دار الرئاسة، وحمل الرئيس نفسه المسؤولية عن الهجوم قائلاً إنه نفذ لتبرير تصعيد الحكومة للمعارك في شوارع صنعاء. وكانت المعارك العنيفة تجددت صباح أمس في حي الحصبة شمال صنعاء بين القوات الحكومية ومقاتلي زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر. وقال شهود إن مواجهات اندلعت بمختلف أنواع الأسلحة بعد هدوء قصير فجراً. ولم تتوافر أي حصيلة للمعارك التي كانت متقطعة طوال الليل. ودمر حريق مقر شركة الخطوط الجوية اليمنية المجاور لمنزل الأحمر ومقر قناة «سهيل» التلفزيونية التي يملكها أفراد من القبيلة نفسها. من جهة ثانية، انفجرت ثلاث قذائف ليلاً أمام الجدار الخارجي لجامعة صنعاء قرب «ساحة التغيير» مركز حركة الاحتجاج. وانتشرت دبابات من الفرقة الأولى المدرعة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر الذي انضم الى حركة الاحتجاج على مشارف الساحة لحماية عشرات المعتصمين الموجودين فيها. وكانت جماعات معارضة قالت أمس إن 50 من مقاتلي الأحمر لقوا مصرعهم خلال أسبوع من القتال مع القوات الحكومية. في هذا الوقت، دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني مختلف الأطراف اليمنيين الى وقف القتال وإراقة الدماء على الفور، وقال إن المجلس الوزاري الخليجي يتابع بقلق وأسف الموقف المتدهور في هذا البلد. وكان الزياني أعلن في بيان مساء الخميس أنه يواصل جهوده من أجل التوصل الى تسوية «سلمية» في اليمن، مؤكداً «استمرار دول المجلس في بذل كافة الجهود من أجل مساعدة الأشقاء في الجمهورية اليمنية للتوصل إلى حل سلمي يوقف الاقتتال». وفي تعز، نشبت معارك عنيفة بين قوات الأمن والجيش من جهة والمتظاهرين من أتباع بعض المشايخ المؤيدين للمعارضة من جهة ثانية، بهدف السيطرة على ساحة صافر التي كانت مركزاً لاعتصام المحتجين واجتاحها الجيش مطلع الأسبوع. وقالت مصادر إن المتظاهرين تجمعوا قرب مسجد السعيد أسفل منطقة عصيفرة القريبة من الساحة، ثم حاولوا دخولها بعد صلاة الجمعة فصدهم الجيش ودار قتال عنيف بمختلف أنواع الأسلحة أسفر عن مقتل ثلاثة متظاهرين وجرح العشرات. وقال شهود من سكان الأحياء القريبة إن الجنود انسحبوا لاحقاً.