انتخب البرلمان في جنوب أفريقيا أمس سيريل رامافوزا، زعيم حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم، رئيساً للبلاد، خلفاً للرئيس المُقال جاكوب زوما. وأعلن رئيس المحكمة الدستورية موغينغ موغينغ «انتخاب رامافوزا وفق الأصول، رئيساً لجمهورية جنوب أفريقيا»، في غياب منافسين ومن دون تصويت، ووسط تصفيق النواب في جلسة استثنائية للبرلمان. وقال الرئيس بعد انتخابه: «سأعمل جاهداً لئلا يخيب أمل شعب جنوب أفريقيا. سندافع عن حقوق الشعب، ونواصل مكافحة الفساد، ونحمي شركاتنا الوطنية، ونراقب أداء السلطة». وينهي انتخاب رامافوزا رئيساً للدولة أزمة سياسية، بدأت بطلب الحزب الحاكم من زوما الاستقالة، لكنه رفض ذلك بتعنت. تلا ذلك إعلان الحزب أنه سيقدّم مذكرة لحجب الثقة عنه في البرلمان، فأذعن زوما وأعلن استقالته «بمفعول فوري»، منهياً حكماً دام 9 سنوات وطاولته فضائح فساد. واعترض زوما (75 سنة) في خطاب الوداع الذي استغرق 30 دقيقة، على الطريقة التي دفعه بها الحزب إلى التخلّي عن السلطة مبكراً، قائلاً: «قررتُ الاستقالة من منصب رئيس الجمهورية بمفعول فوري، وإن كنت على خلاف مع قيادة حزبي. لا دليل على ارتكابي أي فعلٍ سيء». وكان «المؤتمر الوطني الأفريقي» الذي يتمتع بغالبية مطلقة في البرلمان، أعلن ترشيح رئيسه رامافوزا (65 سنة) للرئاسة. وقررت قيادة الحزب قبل أيام فرض الأمر على زوما و «عزله»، كما يمكنها أن تفعل مع جميع الأعضاء «المنتدبين» لولاية حكومية. لكن زوما الذي لم يكن مجبراً قانوناً على الانصياع لقرار الحزب، قاوم حتى اللحظة الأخيرة، واستسلم قبل ساعات من تصويت البرلمان على مذكرة لحجب الثقة عنه. كما طالبت المعارضة برحيل زوما الذي تصفه ب «منحرف»، وبحلّ البرلمان وتنظيم انتخابات مبكرة، متهمةً قيادة الحزب الحاكم بحمايته لسنوات، وبأنها لن تكون قادرة على القضاء على الفساد داخل صفوفه. وقال رئيس «التحالف الديموقراطي» المعارض ممسي ماينمان، إن «الرئيس زوما أضرّ كثيراً ببلدنا، واستفحل الفساد في عهده، حتى كاد يدمر بلادنا». وقبل نحو عام من الانتخابات العامة، تبدو مهمة رامافوزا صعبة، مع وعده بإنعاش الاقتصاد المتراجع، والقضاء على الفساد المستشري في حزبه، وفي رأس السلطة.