استبق رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما تصويت البرلمان اليوم على حجب الثقة عنه، مندداً ب «ظلم» ومطالباً بإطلاعه على ما اقترفه. وأسِف لأن «أحداً لم يستطع إطلاعي على ما ارتكبته»، وأضاف: «أريد أن يبلغوني بما اقترفته. نمضي وقتاً طويلاً في مناقشة رحيلي، من دون أن أفهم السبب». وتابع أنه يتعرّض ل «ظلم جائر» من حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم. وكان البرلمان الجنوب أفريقي أعلن أنه سيجري اليوم تصويتاً على سحب الثقة من زوما، للضغط عليه، بعدما أمره الحزب بترك منصبه. وأعلن الأمين العام للحزب آيس ماغاشولي أن «اللجنة التنفيذية الوطنية قررت استدعاء الرفيق جاكوب زوما»، بعد مطالبة «اللجنة الوطنية التنفيذية» له ب «الرحيل». واستدرك أن زوما «وافق على مبدأ الانسحاب»، إنما بشروطه، خلال فترة من 3 إلى 6 أشهر، ورفض الحزب طلبه فوراً. وقال مسؤول بارز في الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس: «سنصدر مذكرة حجب الثقة غداً (اليوم)، لإقالته من منصبه، وانتخاب» الرئيس الحالي للحزب سيريل رامافوزا. وذكر جاكسون مثيمبو، مسؤول شؤون الحزب الحاكم في البرلمان، أن رامافوسا يمكن أن يؤدي القسم الدستوري رئيساً للبلاد في وقت قريب، قد يكون غداً، علماً أن رامافوسا كان سلّم زوما شخصياً طلب الاستقالة، في مقرّ إقامته في العاصمة. ولقي «استدعاء» الرئيس ارتياحاً وقلقاً في آنٍ، في ظل غياب برنامج زمني يُلزمه بالتنحي، وتكهنات بمواجهة جديدة بينه وبين حزبه. وأعرب وزير المال مالوسي غيغابا عن أمله بأن يسارع الرئيس إلى إعلان استقالته، وقال: «ننتظر منه خياراً صحيحاً، وإذا لم يحصل ذلك، تتخذ اللجنة التنفيذية الوطنية إجراءات لمعالجة الوضع». وأسِف رئيس «التحالف الديموقراطي» المعارض مومسي مايمان لأن يبقى «زوما رئيساً ويحتفظ بالحكم»، معتبراً أن «الطريقة الوحيدة لإبعاده هي حمل البرلمان على التصويت على مذكرة حجب الثقة عنه». لكن المعارضة طالبت أيضاً بحلّ البرلمان وبتنظيم انتخابات مبكرة، ورأت في هذا الفصل دليلاً على ضعف الرئيس الجديد للمؤتمر الوطني الأفريقي. وشبّه المحلل السياسي بن بايتون قرار المؤتمر الوطني ب «حكم إعدام» على زوما، مشيراً إلى «انعدام فرص نجاته.