اهتم محققو الشرطة في ولاية فلوريدا بكشف أسباب فتح نيكولاس كروز، التلميذ السابق في مدرسة مارجوري ستونمان دوغلاس بمدينة باركلاند التي تبعد 80 كيلومتراً من شمال ميامي، النار عبر رشاش من نوع «إيه آر 15» داخل المدرسة الأربعاء، وقتله 17 شخصاً على الأقل، فيما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب المسلح البالغ 19 سنة بأنه «مختل عقلياً طُرد من المدرسة بسبب سلوكه السيئ غير المسؤول»، مشيراً إلى أن «جيرانه ورفاقه في المدرسة كانوا يعلمون بأنه يطرح مشكلة كبيرة، ونشدد على أنه يجب إبلاغ السلطات دائماً بهذه الأمور». وأكد ترامب أن «أيّ طفل أو مدرّس أو شخص يجب ألا يشعر بخطر داخل مدرسة أميركية»، على رغم أن 291 عملية إطلاق نار حصلت في مدارس بأنحاء الولاياتالمتحدة منذ كانون الثاني (يناير) 2013، بينما لم يُشر إلى مشكلة الأسلحة النارية التي تتسبب بمقتل حوالى 33 ألف شخص سنوياً، برغم أن الحادثة تعتبر الأسوأ في مدرسة حكومية منذ مقتل 20 تلميذاً و6 راشدين في بلدة ساندي هوك في 14 كانون الأول (ديسمبر) 2012. كما أنها الحادثة المماثلة رقم 20 في مدرسة منذ مطلع السنة الحالية. كذلك، رفض حاكم ولاية فلوريدا ريك سكوت، وهو جمهوري، التعليق على مسألة ضبط حيازة الأسلحة في أعقاب الحادثة، وقال: «هناك وقت لمواصلة النقاش حول كيف نستطيع عبر تطبيق القانون وتمويل علاجات الأمراض العقلية التأكد من أمن الناس وسلامتهم، وهو ما سنفعله». وأكد سكوت إزراييل، مسؤول الشرطة في مقاطعة برووارد، أن كروز الذي اعتقل في بلدة كورال سبرينغز المجاورة بعد المجزرة التي وقعت يوم عيد الحب، طُرد من مدرسته «لأسباب تأديبية»، وهو مسجل حالياً في مدرسة برووارد الرسمية. وتابع: «اي سلطة لتطبيق قانون لا تستطيع تنفيذ الكثير حيال شخص يميل للتوجه إلى مدرسة وإطلاق النار على الناس»، علماً أن بين القتلى مدرباً لكرة القدم، وتلميذاً هو نجل مساعد إزراييل. وحاول المسلح الهرب وسط التلاميذ الذين كانوا يفرون من المدرسة التي تضم حوالى 3 آلاف تلميذ، وتضم بحسب رئيسة بلدية باركلاند، كريستين هانشوفسكي، نقطة دخول واحدة مع تمركز شرطيين في شكل دائم في أرجائها. لكن جرى رصد المسلح وتوقيفه، قبل أن يعلن مسؤولون أمنيون اكتشافهم «أموراً مقلقة جداً» خلال فحصهم مواقع إلكترونية يستخدمها كروز وتعليقاته على وسائل التواصل الاجتماعي. ووصف طلاب زميلهم السابق بأنه «مضطرب»، في حين كشف جيم غارد، وهو أستاذ في المدرسة، أن كروز «هدد طلاباً العام الماضي قبل منعه من دخول حرم المدرسة إذا كان يحمل حقيبة ظهر، ثم طُلب منه مغادرة المدرسة». وذكرت تقارير بأن كروز التحق ببرنامج مخصص للشباب لتدريب ضباط الاحتياط في القوات المسلحة، حين كان مسجلاً في المدرسة. وقال جيليان ديفيس (19 سنة) الذي تخرج حديثاً من المدرسة، إن «كروز تحدث في شكل غريب أحياناً عن سكاكين وبنادق، لكن أحداً لم يأخذه على محمل الجد». ووصف الطالب تشاد وليامز (18 سنة) كروز بأنه «كان منبوذاً نوعاً ما، ومعروفاً بسلوكه المنفلت في المدرسة، مثل ولعه بسحب جرس الإنذار من الحريق، ومهووساً بالأسلحة».