عادت حاكمة ولاية ألاسكا السابقة سارة بايلن إلى وسط المسرح السياسي الأميركي من خلال جولة تقوم بها على ولايات حاسمة انتخابياً هذا الأسبوع، اجتذبت الانتباه الإعلامي والشعبي وزادت من التكهنات باحتمال خوضها المعترك الانتخابي عن الجمهوريين الأسبوع المقبل. وفيما يتقدم الوضع الاقتصادي سلم أولويات الناخب الأميركي، تحاول المرشحة السابقة اللعب على المشاعر الوطنية والعقائدية في جولتها ولجذب القاعدة اليمينية. ومن واشنطن إلى فيلاديلفيا، وصولاً إلى مدن ولايات الساحل الشرقي المعروفة بميولها الأقرب إلى الحزب الديموقراطي، انطلقت بايلن في جولة يحوط الغموض محطاتها، وستنتهي الأسبوع المقبل في ولاية أيوا وهي الأولى في الانتخابات التمهيدية الأميركية مطلع العام المقبل. وإذ تحاول المرشحة السابقة لمنصب نائب رئيس في العام 2008 ترك الانطباع بأن الجولة غير انتخابية مؤكدة أنها «لا تعرف بعد» إذا كانت ستترشح إلى الرئاسة في 2012، تعكس الخطوة إستراتيجية مناورة من بايلن لجذب الانتباه الإعلامي والشعبي قبل الإعلان عن أي ترشح لها في فترة قريبة. وبدءاً من الحافلة التي تتنقل فيها العائلة والتي تحمل شعار «أمة واحدة»، وصولاً إلى المحطات والتي شملت تجمعاً لراكبي دراجات «هارلي دايفيدسون» ووزارة الدفاع الأميركية وموقع غيتيسبرغ حيث نصب نهاية الحرب الأهلية، تعكس الإستراتيجية سعي بايلن لاستقطاب القاعدة اليمينية للجمهوريين وخصوصاً أنصار حركة حزب الشاي والتي تستميلها الشعارات القومية والمبادئ الكلاسيكية لليمين المحافظ. وتتهم هذه القاعدة أوباما والكثير من الديموقراطيين ب «الليبرالية» والابتعاد عن «الهوية الأميركية.» وفي حال اتخاذها قراراً بخوض سبق الانتخابات التمهيدية عن الجمهوريين، ستعيد بايلن خلط أوراق الحزب الجمهوري ومرشحيه الأبرز حتى الآن: حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني وهو الأقرب للمؤسسة الحزبية، والسفير السابق لدى الصين جون هانتسمان، وحاكم مينيسوتا السابق تيم بولنتي وآخرون بينهم النائب السابق نيوت غينغريش والحالي رون بول. وتعطي استطلاعات الرأي أفضلية لرومني (16 في المئة) إنما بفارق نقطة واحدة عن بايلن (15) ، وتبقى لها الشعبية الأكبر في أوساط القاعدة اليمينية بين باقي المرشحين. وفيما يلعب الاقتصاد الورقة الأبرز في المعركة المرتقبة، تعطي الاستطلاعات تفوقاً حالياً للرئيس باراك أوباما على أي من المرشحين الجمهوريين وبمعدل خمس نقاط. وساعدت عملية القبض على أسامة بن لادن في رفع شعبية أوباما إلى ما فوق ال 50 في المئة، فيما سيرتهن نجاحه الانتخابي بأرقام البطالة والوضع الاقتصادي. وتساعد الرئيس الأميركي الميول التقليدية للأميركيين بإعادة انتخاب أي رئيس من الحزب الديموقراطي لولاية ثانية وباستثناء واحد في التاريخ الحديث هو جيمي كارتر والذي خسر الانتخابات في 1980 أمام رونالد ريغان وبعد أزمة الرهائن مع إيران.