أشار تقرير بعنوان «دراسة نموذج دبي في قطاع الطيران» أعدته مؤسسة «أكسفورد» للدراسات الاقتصادية حول قطاع الطيران في دبي ودوره على المستويين المحلي والدولي، إلى «التنافسية العالية التي تتمتع بها صناعة الطيران في الإمارة ومساهمتها الكبيرة في دعم الناتج المحلي الإجمالي». وتابع التقرير الذي صدر أمس، أن هذه التنافسية والنجاح الذي حققه القطاع ليس ناتجاً عن المنافسة غير العادلة أو الدعم الحكومي، وإنما هو نتيجة للفعالية الفائقة التي يتمتع بها نموذج الطيران المستخدم. وعلى صعيد الفوائد الاقتصادية، أظهرت الدراسة أن قطاع الطيران في دبي يوفر 125 ألف وظيفة مباشرة. واوضح التقرير إن الغالبية العظمى من القادمين إلى دبي، يحضرون عبر «مطار دبي الدولي»، مشيراً إلى أن إنفاقهم يدعم بشكل غير مباشر نحو 134 ألف وظيفة محلية، أي ما يشكل مشاركة إضافية في الناتج المحلي الإجمالي قدرها 29 بليون درهم إماراتي (8 بلايين دولار). ويصل عدد الوظائف الإجمالية التي يوفرها قطاع الطيران إلى 250 ألف وظيفة، أي يشغّل القطاع نحو 19 في المئة من اليد العاملة المحلية، ويوفر دخل إجمالي يبلغ 80 بليون درهم (22 بليون دولار)، يشكل نحو 28 في المئة من الناتج المحلي للإمارة. وأفاد رئيس «هيئة دبي للطيران المدني» رئيس «مطارات دبي»، الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم، بأن قطاع الطيران يعتبر واحداً من أبرز المحركات الاقتصادية الدافعة إلى بروز دبي كمركز تجاري وسياحي عالمي، نتيجة توفير القوانين والبيئة المثالية لتشجيع الاستثمار والمنافسة بين شركات الطيران على الابتكار وتقديم الأفضل للزبائن. وحول نتائج الدراسة، قال الرئيس التنفيذي ل «اكسفورد» ادريان كوبر، إن الفوائد لهذا القطاع تتجاوز حدود دبي لتصل إلى الاقتصاد العالمي، عبر تعزيز السياحة والتجارة الدولية. وأضاف ان حركة المسافرين والشحن عبر دبي، تساهم في تعزيز الكثير من الاقتصادات في دول مختلفة. وشهد قطاع النقل الجوي عبر دبي نمواً في فترة زمنية قصيرة. فخلال السنوات الخمس الماضية، تضاعف عدد المسافرين الدوليين عبر مطار دبي من 24.8 مليون مسافر في عام 2005 إلى 47.2 مليون مسافر عام 2010. ويحتل مطار دبي المرتبة الرابعة على قائمة أضخم مطارات العالم وأكثرها حركة، بالنسبة لعدد المسافرين الدوليين وحجم الشحن. اما «طيران الإمارات»، فأوضح التقرير ان عدد الركاب على رحلاتها تضاعف ست مرات خلال عقد من الزمن، ما يجعلها اكبر ناقلة عالمياً من حيث العائدات من الركاب مقارنة بالكيلومترات المقطوعة. وأوضح كوبر ان «بعض الجهات تنظر الى هذا النجاح بعين الشك، انه ناتج عن دعم الحكومة والمنافسة غير المشروعة، لكن نظرة عميقة تظهر أن هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق». ويعيد تقرير «اكسفورد» هذا النجاح الاستثنائي إلى «إدراك حكومة دبي لأهمية قطاع الطيران، واتّباعها سياسات مرنة تشجّع على الاستثمار والمنافسة المفتوحة، والتركيز على النمو وكفاءة العمليات، والربط الفعّال مع الأسواق المختلفة، بالإضافة إلى موقعها الإستراتيجي لوقوعها على تقاطع جغرافي بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، ما يجعل الرحلات المنطلقة منها على بعد 8 ساعات بحد أقصى من ثلثي سكان العالم». وتوقعت الدراسة ان يواصل قطاع الطيران في دبي معدلات نموه خلال العقد الجاري، وان ترتفع مساهمته إلى 32 في المئة من الناتج المحلي للإمارة، أي ما يشكل 165 بليون درهم، وان يوظف 22 في المئة من اليد العاملة، اي 372 الف موظف من مختلف الفئات الوظيفية بحلول عام 2020.