ناقش مجلس الشيوخ الأميركي أمس (الاثنين) ملف الهجرة الحساس مع محاولة الديموقراطيين والجمهوريين التوصل إلى اتفاق لحماية 1.8 مليون شاب من المهاجرين غير الشرعيين من إجراءات الطرد، فيما يتطلع الرئيس دونالد ترامب «للتوصل إلى اتفاق» بخصوص التشريع الجديد. وعرض ترامب أكثر ما طلبه الديموقراطيون في شأن تسوية أوضاع المهاجرين المعروفين باسم «الحالمين»، لكنه اشترط لذلك اقتطاعات كبيرة في ملف الهجرة وتمويل جدار ضخم على الحدود مع المكسيك. وقال ترامب «بدأنا اليوم مباحثات جادة جداً في شأن داكا»، في إشارة إلى برنامج «الإجراءات المؤجلة للأطفال الوافدين» المعروف اختصاراً باسم «داكا». وكان ترامب أوقف العمل في البرنامج الذي سمح ل690 ألفاً دخلوا البلاد خلافاً للقانون عندما كانوا أطفالاً، بالعمل والدراسة بشكل شرعي مع حمايتهم من الترحيل، وأعطى الكونغرس مهلة ستة أشهر أي حتى الخامس من آذار (مارس) المقبل من أجل إيجاد حل دائم لهم. وأضاف ترامب «آمل في التوصل إلى اتفاق»، مشيراً إلى أن الحزب الجمهوري «يرغب» في التوصل إلى اتفاق. وتابع «إذا أراد الديمقراطيون التوصل إلى اتفاق، فأن الأمر يعود لهم». وقدم مجموعة من النواب المحافظين مشروع قانون أمس يتماشى بشكل كبير مع عرض ترامب. وينص مشروع القانون على مهلة من عشرة إلى 12 عاماً قبل منح الجنسية ل «الحالمين» البالغ عددهم 1.8 مليون شخص. وفي المقابل، يتضمن مشروع القانون إنهاء «قرعة البطاقات الخضراء» (غرين كارد)، وهو برنامج مستمر منذ 28 عاماً لتنويع الأماكن التي يأتي منها المهاجرون، ويحد من الهجرة المرتبطة بلم الشمل. ويتضمن أيضاً تخصيص 25 بليون دولار لتدابير أكثر صرامة في شأن الهجرة، منها بناء جدار على الحدود الأميركية المكسيكية، كان ضمن وعود الحملة الانتخابية لترامب في العام 2016. وقال السيناتور توم كوتون، أحد أبرز داعمي مشروع القانون، إن «هذا هو مشروع القانون الوحيد الذي لديه فرصة ليصبح قانوناً، وهذا يعود إلى أنه مشروع القانون الوحيد الذي سيحل بشكل حقيقي المشكلة الأساسية». وأضاف البيان «هذا المشروع سخي، إنساني، ومسؤول، والآن ينبغي علينا إرساله لمكتب الرئيس». وبدأ تركيز الكونغرس على ملف الهجرة مع إعلان البيت الأبيض عن مشروع ترامب للموازنة للعام 2019، الذي طالب فيها بزيادة مخصصات أمن الحدود، بما في ذلك زيادة رجال الأمن ومراكز الاحتجاز وتكنولوجيا متطورة تتضمن طائرات مسّيرة. ويصر ترامب على أن تكون اقتطاعات الهجرة جزءاً من أي اتفاق. ويحمّل مسؤولية الهجمات والجرائم العنيفة في الولاياتالمتحدة للمستفيدين من «البطاقات الخضراء» والهجرة المرتبطة بلم الشمل. وكتب ترامب على «تويتر» الأسبوع الماضي: «نحتاج إلى نظام هجرة يتماشى مع القرن ال21. برامج لم الشمل والتأشيرات بحسب القرعة عفا عليها الزمن، كما إنها تسيء إلى أمننا القومي والاقتصادي». وإذا مرر الكونغرس مشروع القانون في شان الهجرة، فإن مصيره في مجلس النواب يبقى مجهولاً، إذ أن بعض المحافظين يعارضون توفير وسائل تمنح الجنسية للمهاجرين «غير الشرعيين».