في خطوة من شأنها تعزيز المحتوى العربي الرقمي على الشبكات والعوالم الرقمية كلّها، عملت «مكتبة الإسكندرية» على تعريب نظام عالمي مرجعي مختص بالفهارس الآلية للمكتبات الإلكترونيّة. وأخيراً، تكلّلت الخطوة بإصدار المكتبة الإصدار الخامس من النظام الإلكتروني للوثائق المعروف باسم «فهارس مارك 21» MARC 21، وهو الاسم الذي يختصر عبارة «الفهارس المقرؤة آليّاً»Machine- Readable Cataloging (أنظر «الحياة» في 7 كانون الثاني/يناير 2018). ويتعلّق الإصدار الإسكندري ببيانات التصنيف باللغة العربيّة على شبكة الإنترنت مباشرة. وتحمل الفهارس الآلية معلومات عن تصنيف البيانات، إضافة إلى كونه يحمل تركيزاً على المسارات التي تخدم المكتبات العربيّة بما يمكنّها من تصنيف مقتنياتها بطريقة آلية سهلة وشاملة. وكذلك بيّنت «مكتبة الإسكندرية» أنها وضعت ذلك الإصدار الإلكتروني بالعربيّة عبر موقع المعايير العربيّة للمكتبات (bibalex.org/ALS). وأوضحت أيضاً أنه إصدار مجاني مكتمل الإعدادات، ويقدم للمفهرسين العرب مجموعة مختارة من أهم حقول «فهارس مارك 21»، كما يتّبع بنية خاصة في ما يتعلق بوصف الحقول التي يغطيها. ويتوافق الإصدار العربي مع التحديثات المتنوّعة التي أدخلت على نظام «فهارس مارك 21» وصولاً إلى التحديث التاسع عشر. وكذلك يعرض ملخصاً كاملاً لحقول النظام العالمي. ويمهد الإصدار الإلكتروني بالعربيّة لإطلاق المطبوعة الكاملة من «فهارس مارك 21 للبيانات المقروءة آليّاً» في مجلد مستقل. ويجري العمل على توفيره قريباً تمكيناً لاقتنائه من المكتبات العربيّة، مع ملاحظة كونه تعريباً كاملاً للأصل المثبّت باللغة الإنكليزيّة على موقع «مكتبة الكونغرس» (loc.org)، وهي الجهة التي أدّت جهودها إلى ظهور ذلك النظام أصلاً. الوصول الشبكي المباشر ويخدم ذلك النظام المؤتمت صُنّاع الفهارس والتصنيفات في المكتبات الكبرى، كما يتوافق مع كل النُظُم الرقمية المعتمدة في الدول كلّها، حتى الأكثر محليّة بينها. كما يمتلك أهمية فائقة في عمليات تطوير نظم جداول التصنيف في المكتبات وصيانتها، وصنع فهارس الإتاحة العامة مباشرة عبر الانترنت على الخط المباشر (تعرف تقنيّاً بإسم «فهرس الوصول العام على الخط» Online Public Access Catalog)، وتكوين نظم استرجاع البيانات وغيرها. ويذكر أن «مارك 21» يمثّل المعيار المعتمد دوليّاً في توثيق البيانات الببليوغرافية، وبيانات مقتنيات المكتبات، ومعلومات المجتمع في شكل مقروء آلياً، ما يجعله من أبرز نظم صُنع البيانات ومشاركتها وتبادلها بين المكتبات. ويضاف إلى ذلك كونه معتمداً كتقنية في تشفير البيانات الببليوغرافيّة الأكثر انتشاراً في النظم الرقميّة المتكاملة المختصة بالمكتبات. واستطراداً، يلبي «مارك 21» حاجات المكتبات والمستخدمين على حدّ سواء. وتوفر فهارسه معلومات المجتمع التي تشمل فعاليّات مجتمعيّة متنوعة وممتدة عبر مدد زمنيّة متفاوتة، إضافة إلى الدوريات والنشرات والبرامج والهيئات والأشخاص وغيرها. وتعزّز تلك الفهرسة المؤتمتة عملية نشر المعلومات، كما تسهّل الوصول إليها، خصوصاً تلك التي تتعلق بالمجتمع. وتاليّاً، يعتبر النظام أداة مهمة للباحثين والهيئات والمكتبات، خصوصاً تلك التي تقدّم خدمات اجتماعيّة أو تعتمد في استمراريتها على خدمات تتصل بتسجيل النشاطات المجتمعيّة المتنوّعة. وهناك عوامل كثيرة ساهمت في شهرة «نظام مارك 21 للفهارس المكتبيّة المقروءة آليّاً» وتشيّده ذلك الحقل معرفيّاً وتقنيّاً، يأتي في مقدمتها كونه مصمّماً لاستيعاب البيانات الببليوغرافية، ووصف الخصائص الفكرية والمادية لأنواع المصادر المكتبيّة كلّها. ويشمل ذلك النوع من المعلومات المكتبيّة كل ما يتّصل بالكتب والمنشورات على غرار العناوين والأسماء والتواريخ وبيانات النشر، والوصف المادي، والتبصّرات المرتبطة بالأعمال التي تحتويها المكتبات وغيرها. آليات وصفيّة يجري العمل الرئيسي في «نظام مارك 21» للتوثيق الببليوغرافي، عبر تعريف النظام على الشيفرات الأساسيّة المعتمدة في مكتبة ما، ثم إدخال معلومات عن المنهجيّات المتّبعة في تعريف المكوّنات التي تحتويها المكتبة، وطريقة تبوبيها وأرشفتها وصنع بيانات معياريّة عنها. وكذلك تعمل الفهارس في نظام «مارك 21» عبر صنع ملفات رقميّة مرجعية عن البيانات الببليوغرافية، تشمل عناوين سلاسل الكتب، والعناوين المقنّنة للكتب والدوريات والمنشورات، وأسماء الأشخاص والهيئات، ومصطلحات الموضوعات، وملخّصات عن مواضيع المنشورات. وتضمن تلك المعلومات تكوين نقاط أساسيّة تسهّل الوصول المؤتمت للأصول الموجودة في المكتبة، ما يضمن تناسق المعلومات من جهة، وسهولة مشاركة البيانات بين المكتبات بعضها بعضاً. إضافة إلى ذلك، تجدر ملاحظة أن المكتبات تعتمد خمسة أنواع من نظم الفهرسة الإلكترونيّة، أثبت نظام «مارك 21» قدرته على التعامل معها كلّها. ويعطي ذلك دعماً كبيراً لعمل المكتبات، خصوصاً برامج التعاون المعنية ببناء الملفات المرجعيّة بين المكتبات، كما يسهّل تعاملها مع النظم المؤتمتة المستخدمة في المكتبات العالميّة ك»مكتبة الكونغرس». ويتناول «فهارس مارك 21» في شكل أساسي معلومات حول المواد المقتناة في المكتبات، سواء أكانت مكوّنة من جزء واحد، أم ممتدة على أجزاء عدّة، أم متراكمة عبر منشورات دورية. واستطراداً، تؤدّي فهارس «مارك 21» دوراً حيويّاً في تيسير عمليات الربط بين الأعداد المختلفة للمواد الدوريّة وعمليات استرجاعها، سواء كانت في شكلها المطبوع أم الإلكتروني.