أوضح مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان، أن المملكة تمر بمرحلة متطورة، وتمتلك عناصر القوة التي تجعل طموحات كل فرد عالية، خصوصاً مع الوفرة المالية في البلاد، ومكونات المجتمع السعودي الذي يزيد الشباب فيه على 60 في المئة، وأعمارهم لا تتعدى ال 20 عاماً، إضافة إلى تخصيص موازنة كبيرة لقطاع التعليم العام والتعليم العالي. وقال العثمان أمام ندوة التعليم الجامعي في عصر المعلوماتية «التحديات والتطلعات»، وتنظمها جامعة طيبة في المدينةالمنورة، أمس، وتختتم أعمالها اليوم، أن اقتصاد الدول تحول من الاعتماد على الثروات في باطن الأرض إلى الاستثمار الاقتصادي في عقول البشر، وهو ما يمثل الاقتصاد المعرفي، وبالتالي أصبحت موارد الأفراد والشعوب والدول، مشيراً إلى أن أية دولة تحتضن الأفكار الإبداعية وتهتم بالتعليم ستكون دولة مبدعة، وهذا ما تميز به العالم الأول عن العالم الثالث. وأضاف في ورقته حول «مستقبل التعليم الجامعي في ضوء متطلبات الاقتصاد المعرفي»: «المملكة إذا أرادت تنمية مستدامة ورفاهية للأجيال المقبلة فيجب تحويل الاقتصاد المبني على البترول إلى اقتصاد المعرفة واستثمار العقول»، وضرب أمثلة لعدد من الدول التي كانت تعتمد على المساعدات المقدمة من الدول، وتحولت إلى دول متقدمة بسبب استثمار العقول. وطالب العثمان الجامعات بعدم الاكتفاء بحفلات التخرج، ولكن بإنتاج العقول المفكرة والقادرة على صنع الاقتصاد المعرفي، متسائلاً: «هل حقق التعليم العالي طموحات القيادة السياسية أو المجتمع؟»، موضحاً أن أية جامعة تعتمد على الدولة فقط ولا تستقطب العقول المفكرة، ليست جامعة عالمية. وشدد على أهمية تطوير نظام التعليم العالي من خلال الأكاديميين والشراكة في البحث والتطوير، وإيجاد دعم ذاتي وعدم الاعتماد على الدولة، مبيناً أنه «حدثت في المملكة خلال السنوات الماضية فورة رقمية في مؤسسات التعليم الجامعي، ما يعني أهمية التحول لاقتصاد المعرفة واستثمار العلم في تطوير الصناعات، وعلى الجامعات مراعاة خصائص كل منطقة ومحافظة، وعلينا مراجعة فلسفة التعليم العالي وعدم إدارة الجامعات إدارة واحدة، بل كل جامعة لها خصائصها المختلفة عن الجامعة الأخرى». وأكّد مدير جامعة الملك سعود أهمية توفير البيئة التي تؤدي إلى صفاء الذهن بالجامعات، وتقود إلى الإبداع والتميز والابتكار والريادة، والاحترام لتكون محركاً رئيسياً للاقتصاد المعرفي، مشيراً إلى أن البحث العلمي لابد أن يهتم بالنواحي التطبيقية، وأن يكون مصدراً للاقتصاد المعرفي. واستعرض العثمان عدداً من النقاط المتعلقة بجامعة الملك سعود من حيث الرؤية والرسالة والجانب البحثي والعلمي ورؤيتها تجاه المستقبل في التحول لجامعة بحثية بدلاً من جامعة قائمة على تقديم مهنة التدريس للطلاب والطالبات، مشيراً إلى أنها تسعى إلى إنشاء كليات وجامعات في منطقة الرياض للتفرغ للشؤون البحثية، كما تحدث عن عدد من الأرقام التي حققتها جامعة الملك سعود في عدد الجوانب البحثية المختلفة.