كشفت ندوة فعاليات التعليم الجامعي في عصر المعلوماتية التي نظمتها جامعة طيبة عن عمق التحديات التي تواجه التعليم العالي في المملكة، ومن أبرزها المناهج، والتحول إلى التعليم الإلكتروني؛ لمواكبة سوق العمل. وأشارت إلى أن دخول المؤسسات الأمريكية والأوروبية إلى الدول العربية فرض تحديًا كبيرًا لمواكبة التوجهات العصرية في التعليم. ومن المقرر أن تختتم الندوة اليوم بعد أن انطلقت أمس الأول برعاية سمو امير المنطقة. وألقى رئيس اللجنة المنظمة للندوة ووكيل جامعة طيبة للشؤون التعليمية الدكتور أسامة بن إسماعيل عبدالعزيز كلمة قال فيها إن من أكبر التحديات التي تفرضها معايير الجودة الأكاديمية العالمية على المؤسسات التعليمية اجراء تغيير جذري في المناهج لمواكبة المرحلة والتحديات ليتمكن خريجو التعليم العالي من إيجاد وظيفة مناسبة. وأضاف أن على مؤسسات التعليم العام والعالي دمج الاتصالات وتقنياتها مع المناهج التعليمية، وإتقان العمل في بيئة وبنية تحتية مبنية على تكنولوجيا الاتصالات، مؤكدًا أن دخول المؤسسات الأمريكية والأوروبية إلى الدول العربية فرض تحديًا كبيرًا على الجامعات لمواجهة هذه المؤسسات، وأوضح أن الندوة تأتي ضمن الأهداف الاستراتيجية لجامعة طيبة التي وضعت لنفسها هدفها في أن تصبح في عام 1434ه جامعة إلكترونية أكاديمية بنسبة 100%، وتم تحقيق عدد من الانجازات حيث دربت عمادة التعليم عن بعد أكثر من 1000 عضو هيئة تدريس على نظام جسور، وتمكنت الجامعة من بناء 40% من المقررات إلكترونيًا لتدرس في الجامعة. وألقى مدير جامعة طيبة الدكتور منصور بن محمد النزهة كلمة اكد فيها ضرورة وجود نظام تعليمي قائم على التقنية واستثمار ذلك لإخراج أجيال مبدعة، وأن حكومة خادم الحرمين الشريفين لم تأل جهدًا في دعم التعليم العام والعالي وإنشاء المدارس والجامعات للرقي بالتعليم. وقد تمحورت الندوة حول أهمية التحديات التي تواجه التعليم الجامعي، والآفاق المستقبلية، وشبكة الانترنت، واحتياجات سوق العمل ودعم الجامعات والكوادر البشرية المؤهلة. ودشنت الجامعة مجموعة من المشروعات، قدم عميد التعليم عن بعد الدكتور علي بن محمد دويدي نبذة مختصرة عنها وهي برنامج ربط قواعد بيانات التسجيل في الجامعة مع نظام التسجيل في إدارة التعلم “جسور”، وبرنامج “قناة جامعة طيبة الشبكية”، ومشروع جامعة طيبة إلكترونية “أكاديميًا” وتم تكريم رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، ومدير المركز الوطني للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد الدكتور عبدالله محمد المقرن. ------------------------------------------------------------ السويل يدعو لتحويل الأبحاث لمنتجات تجارية تطرقت الجلسة الافتتاحية إلى التحديات المستقبلية للتعليم في البيئات الرقمية وذلك برئاسة مدير جامعة طيبة الدكتور منصور بن محمد النزهة، وتحدث فيها الدكتور محمد بن إبراهيم السويل رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والدكتور عبدالله بن محمد المقرن رئيس المركز الوطني للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وقررها الدكتور عبدالعزيز بن قبلان السراني وكيل جامعة طيبة. وتحدث السويل عن مستقبل التعليم الجامعي في عصر الاقتصاد المعرفي وموقع التعليم العالي كعامل أساسي للإنتاجية والتنافسية الاقتصادية، وطبيعة العمل المتغير في القرن الحالي عن القرن الماضي، والمهارات التي يتطلبها سوق العمل ثم الخاتمة. وأشار إلى أن المعرفة لها دور في الاقتصاد المعرفي باعتبارها المحرك الاقتصادي مشيرا إلى اهمية الشراكة في مجالات البحث والتطوير بين الجامعات، وضرورة تحويل الأبحاث وبراءات الاختراع إلى منتجات تجارية، مشيرًا أن الابتكار هو تحويل المعرفة والأفكار إلى خدمات ومنتجات جديدة، وأن استخدامات الابتكار لا تقل أهمية عن الابتكار نفسه، وتحدث عن موقع المملكة في مجال الابتكار واختار عددًا من الدول شبيهة بوضع المملكة معتمدًا على محاور هي مؤسسات الدولة والقوى البشرية وتقنية المعلومات والاتصالات وسوق العمل ومخرجات الإبداع والنشر العلمي ورفاهية المجتمع، وعلاقة الصناعة بالمؤسسات التعليمية ومؤسسات البحث والتطوير، والقدرة على الابتكار ومدخلاته. وألقى المقرن ورقة بعنوان (التحديات المستقبلية للتعليم الإلكتروني وأثره في إثراء تجربة التعلم والتعليم) استعرض فيها أهمية التعليم الإلكتروني، وعدد الرسائل النصية المرسلة والكتب المطبوعة بالإضافة إلى أرقام أخرى. واكد أن على الجامعات تحديث مناهجها أولًا بأول ونقل الطلاب من كونهم عارفين يعلمون كل شيء عن كل شيء إلى قادرين أو مؤهلين للمعرفة.وأوضح أن على التعليم الجامعي الإسهام في إثراء المعرفة لدى الطلاب، والتناغم بين عمليتي التقويم والتعلم، والتقويم للتشخيص والترقية، وإشاعة ثقافة الأسئلة، وتمازج التخصصات. ------------------------------------------------------------ جلسات الندوة تنتقد صفحات الأكاديميين وتدعو إلى التطوير الرقمي للمناهج أكدت جلسات الندوة أهمية التطوير الرقمي للمناهج، وقدم د. علي آل مقبل ود. محمد مناصر ود. عمار عرباوي ود. عمار عباشي من جامعة طيبة ورقة بعنوان (تطوير بيئة تعليمية للتعليم المتنقل بكلية علوم وهندسة الحاسبات بجامعة طيبة.. دراسة حالة). ويركز المشروع على العملية التعليمية المتمركزة حول الطالب في الصفوف الدراسية والمختبرات ونقاط التجمع بشبكة لاسلكية باستخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة، والهواتف النقالة والأجهزة الكفية. وقدم المعلم بدر جمعان الشاعري بحثًا بعنوان (فعالية الصفحات الإلكترونية لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية في عصر المعلوماتية) أكد فيه ضعف فعالية الصفحات الالكترونية لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية، مما يؤثر على سمعتها في التصنيفات العالمية وأن السبب الرئيس يمكن أن يعود إلى غياب تحديث الصفحات الإلكترونية. وأوصى الشاعري صناع القرار داخل الجامعات السعودية بتبني سياسات داعمة للمواقع الالكترونية لأعضاء هيئة التدريس من خلال تقديم دورات تدريبية، وتفعيل إلزامية فتح مواقع الإنترنت لأعضاء هيئة التدريس. وألقت د. نهلة فوزي مصطفى من جامعة المنصورة بمصر بحثًا بعنوان (دور مكتبة الإسكندرية في تطوير التعليم الجامعي ودعم الإبداع في عصر المعلوماتية من وجهة نظر الباحثين) أشارت فيه إلى أن مكتبة الإسكندرية من أهم المكتبات البحثية في القرن الحادي والعشرين، حيث يتجه إليها المستفيدون للحصول على احتياجاتهم البحثية. وتناول الباحثان د. يحيى عبدالخالق اليوسف أستاذ المناهج وطرق التدريس المساعد ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس ووكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي ود. عثمان علي القحطاني أستاذ المناهج وطرق تدريس الرياضيات في بحثهما (تقويم برامج إعداد الطالب الجامعي بكلية التربية والآداب جامعة تبوك في ضوء متطلبات المعلوماتية) تقويم برامج كلية التربية والآداب بجامعة تبوك وتوصل الباحثان بدراستهما إلى عدد من النتائج منها وجود جوانب قصور حول مدى تضمين أدوات الثقافة المعلوماتية والتكنولوجية في برامج كلية التربية والآداب على مستوى الرؤية والرسالة والأهداف، والمحتوى والأنشطة، والمعالجات التدريسية. وقدم الأستاذ المساعد بجامعة الطائف الدكتور محمد زين العابدين علي حنفي عميرة بحث (تنمية المفاهيم الأساسية المتداخلة مع مفهوم المنهج التعليمي والمرتبطة بعملياته باستخدام الحاسوب والإنترنت لدى الطالبات المعلمات بدبلوم التربية في ضوء عصر المعلوماتية) قال إنه يهدف إلى معرفة فعالية وحدة دراسية مُعدة بنظام Power Point في تنمية المفاهيم الأساسية المتداخلة مع مفهوم المنهج التعليمي والمرتبطة بعملياته باستخدام الحاسوب والإنترنت لدى الطالبات المعلمات بدبلوم التربية في ضوء عصر المعلوماتية. وفي الجلسة الثانية قدمت استاذة المعلومات ومصادر التعلم بجامعة طيبة الدكتورة فايزة دسوقي أحمد ورقة ثانية بعنوان (الحياة الثانية Second Life نموذجًا) وتوصلت من خلاله إلى أن استخدام البيئات الافتراضية يؤثر بشكل فاعل في العملية التعليمية، إلا أن بعضها قد يحتوي على مشاهد لا تتوافق مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وأن أعضاء هيئة التدريس بجامعة طيبة لا يستخدمون “الحياة الثانية” في التعليم. ------------------------------------------------------------ العثمان يطالب بتحويل الاقتصاد النفطي إلى معرفي قال مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان في ورقته عن مستقبل التعليم الجامعي في ضوء متطلبات الاقتصاد المعرفي إن المملكة تمر بمرحلة متطورة وتمتلك عناصر القوة ومن أبرزها وجود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صاحب الفكر المتميز على رأس التعليم، بالإضافة إلى الوفرة المالية، ومكونات المجتمع السعودي الذي يصل الشباب فيه إلى أكثر من 60% و تخصيص ميزانية كبيرة لقطاع التعليم العام والعالي. وذكر أن اقتصاد الدول تحول من الاعتماد على الثروات في باطن الأرض إلى الاستثمار الاقتصادي في عقول البشر ، مشيراً إلى أن المملكة إذا أرادت تنمية مستدامة ورفاهية للأجيال القادمة فيجب تحويل الاقتصاد المبني على البترول إلى اقتصاد المعرفة واستثمار العقول، وضرب عدداً من الأمثلة لعدد من الدول التي كانت تعتمد على المساعدات المقدمة من عدد من الدول إلى دول متقدمة بسبب استثمار العقول. وأوضح أن على الجامعات عدم الاكتفاء بحفلات التخرج وإنتاج العقول المفكرة والقادرة على صنع الاقتصاد المعرفي، متسائلاً هل حقق التعليم العالي طموحات القيادة السياسية أو المجتمع؟ وقال إن أي جامعة تعتمد على الدولة فقط ولا تستقطب العقول المفكرة ليست جامعة عالمية. وطالب بتطوير نظام التعليم العالي موضحا أن تطوير التعليم العالي لا يتحقق بالأكاديميين وحدهم بل يجب أن تكون هناك شراكة في البحث والتطوير وإيجاد دعم ذاتي وعدم الاعتماد على الدولة، وبين أنه في المملكة حدثت خلال السنوات الماضية فورة رقمية في مؤسسات التعليم الجامعي مما يعني أهمية التحول لاقتصاد المعرفة واستثمار العلم في تطوير الصناعات، وعلى الجامعات مراعاة خصائص كل منطقة ومحافظة، ومراجعة فلسفة التعليم العالي. وأكد على أهمية توفير البيئة التي تؤدي إلى صفاء الذهن بالجامعات والتميز والابتكار والريادة، والاحترام لتكون محركاً رئيساً للاقتصاد المعرفي، واستعرض د. العثمان عدداً من النقاط المتعلقة بجامعة الملك سعود من حيث الرؤية والرسالة والجانب البحثي والعلمي ورؤيتها تجاه المستقبل في التحول لجامعة بحثية بدلاً من جامعة قائمة على تقديم مهنة التدريس للطلاب والطالبات، كما أنها تسعى لإنشاء كليات وجامعات في منطقة الرياض للتفرغ للشؤون البحثية.