واشنطن - أ ف ب - كشف وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر هذا الأسبوع، عن مشروعين ماليين جوهريين لمستقبل النظام المالي الأميركي، وفاءً بتعهده تحديد نيات واشنطن قبل «قمة ال 20» المقرر عقدها في لندن الخميس المقبل. وقدم في وقت متقدم أول من أمس الخطة التي ستعتمدها الوزارة لتنظيم الأصول الهالكة التي تعيق النظام المصرفي منذ انفجار الأزمة العقارية الأخيرة. وفتح الخميس الماضي ورشة اصلاح النظام المالي في الولاياتالمتحدة بالكشف عن الخطوط العريضة لخطة تشديد المعايير الحالية وفرض رقابة السلطات الأميركية على عدد كبير من الشركات والأسواق التي لا تخضع للرقابة. وكان الأميركيون ينتظرون بفارغ صبر، الإعلان عن المشروعين اللذين يشكل تطبيقهما ضرورة لإنعاش الاقتصاد على المدى القصير بالنسبة إلى المشروع الأول وعلى المدى الطويل بالنسبة إلى المشروع الثاني. ويثير المشروعان اهتماماً بالغاً لدى شركاء الولاياتالمتحدة في «مجموعة العشرين»، المنتدى الذي يضم مجموعة السبع (المانيا وكندا والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان) والاتحاد الأوروبي ودولاً كبرى ذات اقتصادات ناشئة هي جنوب افريقيا والسعودية والأرجنتين واستراليا والبرازيل والصين وكوريا الجنوبية والهند واندونيسيا والمكسيك وروسيا وتركيا. وحض الكثير من حكومات هذه الدول، الولاياتالمتحدة التي يحملونها مسؤولية الأزمة الحالية على اتخاذ اجراءات اصلاحية محلية. وسيرافق وزير الخزانة الأميركي الرئيس باراك اوباما الى قمة مجموعة العشرين حيث سيغتنم الفرصة لعرض مبادراته الأخيرة. ولقيت خطة انقاذ المصارف التي اعدها، والتي خيبت الآمال لدى عرض خطوطها العريضة في شباط (فبراير)، ترحيباً اوسع منذ الكشف عن تفاصيلها. وسجلت «وول ستريت» ارتفاعاً في ثلاثة أيام من اربعة ما يشير الى ان المشاريع التي اعدها غايتنر توحي بالثقة للمستثمرين. وبالنسبة إلى وكالة التصنيف المالي الدولية «ستاندرد اند بورز» فإن الشراكة بين القطاعين العام والخاص التي ارساها غايتنر لتأمين الف بليون دولار من اجل تخفيف عبء الأصول غير القابلة للبيع عن المصارف «قد تؤدي الى انعاش النظام المصرفي»... حتى ولو كان من المبكر تأكيد هذا الأمر. ويُتوقع ان تلقى المبادئ الكبرى لمشروع اصلاح النظام المالي الذي اعده وزير الخزانة تيموثي غايتنر، ترحيباً من الأوروبيين الذين يطالبون الولاياتالمتحدة، منذ فترة، برقابة صارمة على النظام المصرفي. ويبدو ان مطلبهم هذا قد استجيب إذ شدد غايتنر الخميس الماضي على ان الولاياتالمتحدة لا يمكنها انجاح هذه الورشة بمفردها، وأن من الضروري توسيع المشاركة الدولية للسماح بانسجام المعايير على مستوى العالم اجمع. وفي مقابلة نشرت في اليوم ذاته اعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند، عن ارتياحه لكون القمة التي تستضيفها بلاده ستشكل «نهاية الأحادية الأميركية». وقال في حديث إلى صحيفة «كورييري ديلا سيرا»: «اني واثق من أمر واحد هو ان اوباما لن يأتي الى لندن لفرض افكار وبرامج قوة عظمى».