أتاح توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قانون موقتاً لتمويل الحكومة الاتحادية، بعد إقراره في الكونغرس، فتح الإدارات الفيديرالية، منهياً إغلاقاً وجيزاً كان الثاني في غضون ثلاثة أسابيع. ولم يدم شلل الحكومة سوى ساعات، لكنه عكس تخبّط الطبقة السياسية في الولاياتالمتحدة، واستقطاباً حاداً بين الحزبين، الجمهوري والديموقراطي، وتباينات بين تيارات في الحزبين. وكتب ترامب على موقع «تويتر» أنه وقّع القانون، معتبراً أنه توجد «وظائف» كثيرة، وإن استدرك أنه تضمّن «هدراً ضخماً لنيل أصوات الديموقراطيين». وأضاف: «جيشنا سيكون الآن أقوى من أي وقت. نحبّ جيشنا ونحتاج إليه ونمنحه كل شيء، والمزيد. من دون وجود مزيد من الجمهوريين في الكونغرس، كنا مرغمين على زيادة الإنفاق على مسائل لا نحبها أو نريدها، من أجل الاعتناء أخيراً بجيشنا، بعد سنوات على قلّة الاهتمام. للأسف، احتجنا أصوات ديموقراطيين لتمرير» القانون. وأقرّ مجلس النواب القانون، بغالبية 240 صوتاً ومعارضة 186، بعد مصادقة مجلس الشيوخ عليه، منهياً شللاً حكومياً وجيزاً دام ساعات، منذ منتصف ليل الخميس– الجمعة، عندما انتهى موعد تمويل الحكومة. ويمدّد القانون هذا التمويل حتى 23 آذار (مارس)، ويزيد سقف الإنفاق العسكري وغير العسكري بنحو 300 بليون دولار لعامَي 2018 و2019. كما يزيد الدين حتى 1 آذار 2019، مقدماً حزمة للإغاثة في حالات الكوارث قيمتها 90 بليون دولار وتمويلاً للتعامل مع أزمة الإدمان على الأفيون. وكان رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين اعتبر أن لا «داعي» للشلل الحكومي، فيما رأت النائب الديموقراطية نيتا لوي أن إقرار تمويل العام السابق ذاته «للمرة الخامسة، في وقت يسيطر حزب واحد على كل إدارات الحكومة، يُظهر عدم قدرة الجمهوريين على الحكم». ومرّر مجلس الشيوخ مشروع القانون بعد منتصف ليل الخميس– الجمعة، بعدما عرقل السيناتور الجمهوري راند بول لساعات التصويت على الإنفاق، إذ اعتبره مكلفاً جداً. وقال: «لا يمكنني أن أصرف النظر، لأن حزبي متواطئ مع العجز». وسأل: «إذا كنتم ضد العجز في عهد الرئيس (السابق باراك) أوباما، لكنكم تؤيّدون العجز (في الموازنة التي يدعمها الحزب) الجمهوري، أليس هذا تعريفاً للنفاق؟» ورفض ليبراليون، بينهم زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي، اتفاقاً رأوا أنه لا يؤمّن حماية المهاجرين المعروفين باسم «الحالمين»، الذين دخلوا الولاياتالمتحدة مع أهاليهم في شكل غير شرعي عندما كانوا أطفالاً، من الترحيل. وطالبت بضمان من راين بأنه سيركّز على مسألة المهاجرين خلال الأسابيع المقبلة.