دمشق، عمان، نيقوسيا -»الحياة»، أ ف ب، رويترز - وسع الجيش السوري من نطاق انتشاره أمس في مسعى لوقف تمدد التظاهرات في مدينتي الرستن وتلبيسة وقرية دير معلا قرب حمص. ودخلت عشرات الدبابات مدعومة بقوى الامن الرستن وتلبيسة ودير معلا منذ الفجر وطوقتها، وبدأت بإطلاق نيران أسلحة ثقيلة ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن خمسة مدنيين وإصابة المئات، كما افاد شهود وحقوقيون. كما تم قطع الانترنت وإمدادات المياه والكهرباء وخطوط الهواتف الأرضية وغالبية خدمات الهاتف المحمول عن هذه المناطق، في خطوة يستخدمها الجيش عادة قبل اقتحام المدن. يأتي ذلك فيما قال رئيس رابطة الأطباء الشرعيين السوريين الدكتور أكرم الشعار أن الطفل حمزة الخطيب (13 عاما) وصل إلى دمشق من درعا في 29 نيسان (أبريل) الماضي ميتاً بسبب طلق ناري، نافيا أن تكون جثته تعرضت لأي تعذيب. وعن حصار الجيش لمدن وقرى جديدة، قال شاهد إن القوات السورية قتلت اثنين وأصابت عشرات آخرين في الرستن وسط سورية. ونقلت وكالة «رويترز» إن قوات مدعومة بالدبابات طوقت الرستن صباحا، وبدأت بإطلاق نيران أسلحة ثقيلة في شوارع المدينة التي يسكنها 80 ألف نسمة على بعد 25 كيلومتراً، شمال مدينة حمص التي تشهد بدورها احتجاجات حاشدة وانتشارا لقوى الأمن. وقال الشاهد: «المركز الطبي الرئيسي للرستن مكتظ بالجرحى. الدبابات موجودة في أنحاء المدينة وهي تطلق النار بكثافة». أما في مدينة تلبيسة، قرب حمص، والتي حاصرها الجيش منذ الفجر ايضا، فقتل ثلاثة مدنيين برصاص قوات الأمن. وأوضح ناشط حقوقي أنه «تم نقل أكثر من مئة جريح الى المستشفى الوطني والمستشفى العسكري في حمص». كما قال أحد سكان تلبيسة لوكالة «رويترز» إن «الجنود ينتشرون في جميع انحاء تلبيسة. يقتحمون المنازل ويعتقلون الاشخاص». وأضاف: «هناك انباء تفيد بأن الجنود اطلقوا النار على حافلة صغيرة تقل طلابا جامعيين اثناء خروجها من تلبيسة وهناك جثث على الطريق السريع لكن احدا لم يستطع مغادرة البلدة للتأكد». فيما قال شاهد اخر في الرستن إن المستشفى الرئيسي بالبلدة يغص بالجرحى «وانه لا توجد وسيلة لنقلهم الى مستشفى اخر بسبب النيران الكثيفة التي تطلقها الدبابات». وذكر رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان ل «فرانس برس» إن حركة النقل العام في تلبيسة توقفت وان الجنود انتشروا على مشارف المدينة. وأضاف: «بدأت عمليات تفتيش في هذه المدينة». وذكر عبد الرحمن ان القضاء السوري اتهم الطبيب محمد عوض العمار الذي يعمل في «مستشفى الجاسم» في درعا ب «المساس بهيبة الدولة ونشر انباء كاذبة». وكان العمار التقى شخصية عسكرية رفيعة وعرض عليه وساطة لحل الازمة في سورية. لكنه اعتقل بعيد ذلك في التاسع والعشرين من نيسان (ابريل). وقال عبد الرحمن «إن ما يجري من حالات تعذيب في الملعب البلدي في درعا (جنوب) وغيرها لا يمكن السكوت عنها»، مؤكدا «وجود سبعة جثامين لأشخاص قضوا تحت التعذيب وبعضها تعرض لكسر في الرقبة في المستشفى الوطني في درعا». في موازة ذلك، أكد رئيس رابطة الأطباء الشرعيين الدكتور أكرم الشعار أن الطفل حمزة الخطيب (13 عاما) وصل إلى دمشق من درعا في 29 نيسان الماضي ميتاً بسبب طلق ناري. ونفى أن تكون جثته تعرضت لأي تعذيب، لافتاً إلى «أن الأورام التي ظهرت على الجثة ناجمة عن تقدم عوامل التخثر نتيجة انقضاء أكثر من شهر على الوفاة وليس نتيجة أي حدث تعذيبي». الى ذلك، تجمع نحو مئتي شخص بعد ظهر امس في ساحة تروكاديرو في باريس تأييدا ل»سورية ديموقراطية» وللمطالبة بفرض «عقوبات دولية» على النظام السوري. وهتف المتظاهرون «الشعب يريد اسقاط النظام» و»اوقفوا المجازر في سورية».