كابول - أ ف ب، رويترز - قتل اربعة اشخاص وجرح 24 آخرون بينهم 15 جندياً ايطالياً احدهم في حال الخطر في هجومين نفذهما انتحاريان من حركة «طالبان» بمدينة هيرات غرب افغانستان، واستهدف احدهما مجمعاً لإعادة الاعمار تابعاً للحلف الاطلسي (ناتو) وتديره القوات الايطالية، والثاني مبنى تابع لوزارة النقل ومحطة للحافلات. وأظهرت صور التقطها صحافيون جندياً ايطالياً ينزف من جرح في رأسه، علماً ان ايطاليا تنشر حوالى 3880 جندياً يخدمون في أفغانستان غالبيتهم غرب البلاد، ما يجعلها خامس اكبر مساهم في قوات الحلف الأطلسي. وأبدى رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني تضامن حكومته مع الجنود الجرحى وعائلاتهم، وشكر جميع العسكريين الايطاليين الذين «يؤدون واجباتهم على مستوى عالٍ من المهنية والالتزام في تنفيذ المهمات الصعبة ضمن بعثة حفظ السلام في أفغانستان ومناطق أخرى في العالم». ودمر الانفجار الذي نتج من شاحنة مفخخة باب المجمع وجداراً وكشكاً للحراسة، وشملت الاضرار في الخارج احتراق دراجات وسيارات، وتحطم واجهات لمتاجر تبعد مسافة من موقع الهجوم. وأعلن الناطق باسم «طالبان» قاري يوسف احمد ان أربعة انتحاريين شاركوا في الهجوم، لكن الحركة تبالغ غالباً في رواياتها عن الهجمات والضحايا الذين يسقطون من القوات الأجنبية والأفغانية. على صعيد آخر، اعتذر الحلف الاطلسي عن مقتل تسعة مدنيين افغان في غارة جوية نفذتها مروحيات تابعة له على منزل في منطقة ناوزاد بولاية هلمند (جنوب) السبت الماضي، وانتقدها الرئيس الافغاني حميد كارزاي معلناً مقتل 14 مدنياً. وأفاد الحلف في بيان ان «الضربة وجهت بعدما اختبأ 5 متمردين في منزل، واطلقوا النار من داخله اثر قتلهم جندي خلال مهاجمتهم دورية»، علماً ان المنزل الذي استهدفته الغارة كان يؤوي مدنيين. وقال مسؤولون محليون إن «القتلى هم خمس فتيات وسبعة فتيان وامرأتان». وشدد الجنرال جون تولان قائد قوات «الناتو» في المنطقة الجنوبيةالغربية على ان «اهم اولوية لدى التحالف هي تجنب سقوط قتلى مدنيين»، مشيراً الى فتح تحقيق في الحادث. وأضاف: «مع علمي أن الحياة البشرية لا تقدر بثمن، سنحرص على تقديم تعويضات للعائلات». وفي حادث منفصل، أعلن حاكم نورستان ان 18 مدنياً و20 شرطياً قتلوا «بنيران صديقة» في غارات جوية استهدفت المتمردين، علماً ان الولاية التي تقع شمال شرقي البلاد شكلت مسرحاً لمعارك عنيفة الاسبوع الماضي اندلعت بين عناصر «طالبان» وقوات الامن الافغانية. وتقول الاممالمتحدة إن «حصيلة الضحايا المدنيين بسبب الحرب في افغانستان ارتفعت بنسبة 15 في المئة وصولاً الى اعلى مستوى (2777 قتيلاً) العام الماضي. على صعيد آخر، وجه بيان ارسله قاريبور رحمن سيد، الناطق السابق باسم زعيم الحزب الاسلامي في افغانستان قلب الدين حكمتيار المتحالف مع «طالبان» الى الكونغرس الأميركي، نداء الى كل الافرقاء المعنية بالحرب في افغانستان الى البحث عن وسائل «تنهي الحرب المدمرة التي يعيشها هذا البلد والتي تملك حالياً كل مقومات اطالة المآسي التي يعيشها الشعب منذ عقود». وأكد البيان رغبة الحزب في اجراء اتصالات مع كل الحكومات المعنية بالازمة، خصوصاً الولاياتالمتحدة «من اجل التوصل الى سلام مشرف يعيد الكرامة للشعب الافغاني ويكرس المساواة والعدل لجميع مكوناته من رجال ونساء وطوائفه ومذاهبه». وشدد على ان نواة التحرك الدولي يجب ان يركز على انسحاب تدريجي للقوات الاجنبية يخضع لجدول زمني محدد يقبله الافغان والأمم المتحدة والحلف الاطلسي. وأورد البيان ان «السلام ممكن في افغانستان، إذا انسحبت كل القوات الاجنبية، والتي يشكل احتلالها السبب الرئيس في استمرار الحرب وتزايد مآسي البلاد من قتل وسفك للدماء، وتدهور الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية». واعتبر البيان ان «المقاومة ناشطة في انحاء البلاد، ولا تنحصر في دوافع لأفراد او جماعات بل تعتمد على نزعة وطنية»، مبدياً استعداد الحزب لتبادل الآراء مع اللاعبين الاساسيين في اطار محادثات «يجب ان تبدأ على الفور» استناداً الى 15 نقطة تعرض رؤية الحزب ل «سلام شامل».