أبلغ نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى السفير ديفيد ساترفيلد، المسؤولين اللبنانيين بأن وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون سيزور بيروت الخميس في 15 شباط (فبراير) للقاء أركان الدولة اللبنانية، آتياً من القاهرة في إطار جولة يقوم بها على عدد من عواصم المنطقة. وشدد ساترفيلد في لقاءاته في بيروت على ضرورة التعاون مع قوات «يونيفيل» العاملة في جنوبلبنان من أجل خفض التوتر على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية وقطع الطريق على انعكاس الأحداث الأمنية والعسكرية الجارية في المنطقة على الوضع الداخلي المستقر في لبنان. وكان ساترفيلد وصل بيروت مساء أول من أمس والتقى فور وصوله رئيس الحكومة سعد الحريري في حضور السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيت ريتشارد ووزير الثقافة غطاس خوري، كما التقى صباح أمس وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ورئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط في حضور ريتشارد ووزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، ونائب رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» للشؤون الخارجية دريد ياغي ونورا جنبلاط. ثم التقى ساترفيلد رئيس المجلس النيابي نبيه بري، على أن يختتم زيارته بيروت اليوم بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون. ومع أن ساترفيلد لم يدل بأي تصريح بعد لقاءاته، علمت «الحياة» أنه سأل عن الأجواء التي سادت اللقاء بين الرؤساء الثلاثة، وقيل له إنها إيجابية وأدت إلى وضع البلد أمام مرحلة سياسية جديدة يفترض أن تنعكس على تفعيل عمل الحكومة وتعاونها مع البرلمان لإقرار موازنة العام الحالي. واستفسر ساترفيلد عن قانون الانتخاب والتحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها في 6 أيار (مايو) المقبل، من دون أن يتطرق إلى أمور تفصيلية في هذا الخصوص. وأبدى ساترفيلد استعداد واشنطن للعب دور للوصول إلى تسوية بين لبنان وإسرائيل حول النقاط الحدودية المتنازع عليها على الخط الأزرق، في إشارة إلى احتجاج الحكومة اللبنانية على بناء إسرائيل جداراً فاصلاً من الأسمنت يشكل في بعض الأماكن اعتداء على السيادة اللبنانية لأنه يقام على نقطتين في بلدتي الناقورة وعديسة هما من ضمن 13 نقطة كان تحفظ عنها لبنان، معتبراً أنها تشمل خط الانسحاب الحقيقي وتعود السيادة عليها إلى لبنان. ولفت ساترفيلد، كما علمت «الحياة»، إلى ضرورة ضبط النفس وتفعيل دور «يونيفيل» في الجنوب بالتعاون مع الجيش اللبناني لتطبيق القرار 1701، وعدم إعطاء إسرائيل أي ذريعة يمكن أن تدفعها إلى توتير الأجواء، لكنه في المقابل لم يأت في معظم لقاءاته على تهديد إسرائيل بوضع يدها على البلوك9 الذي يعود إلى لبنان في مياهه الإقليمية. وشدد أيضاً على دعم واشنطن الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى. ورأى -وفق بعض الذين التقاهم- أن هناك ضرورة للحفاظ على الاستقرار، مؤكداً أن بلاده تدعم البرنامج الاستثماري للحكومة اللبنانية الذي ستطرحه في مؤتمر «سيدر» في باريس. وتطرق ساترفيلد إلى العقوبات الأميركية على «حزب الله»، مشدداً على أن لا مفر منها، «لكن علينا التعاون مع المعنيين في الدولة اللبنانية لئلا يتأذى منها لبنان».