أعادت الثورات والأحداث التي يشهدها العالم العربي، رسم الخريطة السياحية لدى غالبية الخليجيين بشكل عام، والسعوديين تحديداً، فبعد أن كانت مصر ولبنان الوجهة المفضلة لكثير منهم، تراجعت طلبات السفر إليهما خلال هذه الفترة، خصوصاً مصر. فيما لا يزال لبنان، على رغم الأوضاع غير المستقرة فيها، يستقطب العديد من الخليجيين والسعوديين، خصوصاً من يمتلكون عقارات فيه، متمثلة في منازل وشقق سكنية. وعلى رغم انخفاض الإقبال على السياحة الخارجية خلال هذه الفترة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، إلا أن معدلات طلبات السفر إلى تركيا، شهدت تزايداً بين الوجهات السياحية، على رغم غلاء الأسعار وارتفاعها هناك خلال فترة الصيف، إلى نحو 18 في المئة، خصوصاً في أسعار الفنادق، ووسائل النقل والقطاعات المصاحبة لها، بحسب ما ذكره مدير شركة «المعالم السياحية» فوزي الهاني، الذي أشار إلى «إحجام الكثير من المواطنين السعوديين، عن السفر إلى عدد من الدول العربية التي شهدت أحداثاً أمنية مضطربة، نتيجة لعدم استقرار الوضع فيها، مثل مصر، وتونس، وسورية»، موضحاً أن طلبات السياح تركزت على «تركيا، وعدد من دول جنوب شرق آسيا، مثل ماليزيا واندونيسيا، إضافة إلى سيريلانكا». واعتبر طلبات السفر إلى دبي «غير مرتبطة بموسم محدد»، مشيراً إلى أن دبي «نشطة طوال السنة، ويزيد الطلب عليها كوجهة سياحية بكثرة خلال إجازات نهاية الأسبوع، وفي المواسم والإجازات». وأوضح أن اختيار المواطنين لدبي عائد لما تحويه من «مراكز تجارية عالمية، ومناطق ترفيهية مختلفة ومنوعة، على رغم أن أسعارها ارتفعت بنحو 60 في المئة، بعد تأثرها بانخفاض وصل إلى نحو 40 في المئة، بسبب تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية». وأضاف: «بالنسبة للدول العربية، والخليجية تحديداً، سجلت سلطنة عمان، وتحديداً مدينة صلالة حجوزات في صفوف المواطنين، وكذلك الأردن لقاصدي السياحة العلاجية». أما بالنسبة للدول الأوروبية، فتوقع الهاني، في حال تسهيل إجراءات تأشيرة «تشنجن»، أن يكون هناك «إقبال على الدول الأوروبية، وإن كان محدوداً»، إلا أنه توقع حضورها على خريطة الخيارات السياحية للسعوديين.