تضافرت عوامل سياسية ودينية وزمنية هذا العام، لتخلق «أغرب موسم سياحي على الإطلاق» بحسب خبراء، بدءاً من الأحداث التي تعصف بأهم الدول السياحية العربية كمصر وسورية ولبنان، ومروراً بقصر الفترة الممكنة للسفر المقدرة بشهر، قبل أن يدخل موسم رمضان الديني الذي يفضل السعوديون قضاءه في بيوتهم. وأكد نائب رئيس مجلس إدارة شركة الطيار للسفر والسياحة الدكتور ناصر الطيار، أن الأحداث في المنطقة أثرت في موسم السفر «بشكل كبير»، مشيراً إلى أن السياحة «تكاد تنعدم في الدول العربية، خصوصاً في مصر التي تعتبر الوجهة العربية الأولى للمواطنين، إضافة إلى لبنان وسورية». وأوضح أن خيارات السعوديين للسفر أخذت مناحي أخرى، «الضغط الآن أصبح على دول أوروبا وأميركا وماليزيا»، واصفاً موسم السياحة لهذا العام ب«أغرب المواسم التي تمر على خبراء السياحة». وعزا ذلك إلى «متغيرات مهمة وحساسة، سواء كانت سياسية أو لقصر فترة الإجازة التي لا تتجاوز شهراً واحداً قبل دخول موسم رمضان بداية شهر آب (أغسطس)». واعترف الطيار بأنه ليس من الممكن التنبؤ بأعداد السياح السعوديين هذا العام «لا نستطيع أن نحصي عدد السياح السعوديين الذين سيذهبون إلى الخارج»، متوقعاً أن تشهد السياحة الداخلية انتعاشاً. وبحسب الطيار، فإن الوجهات الأبرز بعد الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط تتصدرها أوروبا وأميركا وماليزيا، ويظهر ذلك في الحجوزات الكثيفة على هذه المناطق الثلاث. وقلل من توقعات أن تشهد دبي إقبالاً كبيراً «الإقبال عليها قليل، لأن غالبية من يزورون دبي يأخذونها كمجرد نزهة قصيرة في حال عدم سفرهم إلى دول أخرى». في المقابل، كان لنائب رئيس لجنة السفر والسياحة في الغرفة التجارية وليد السبيعي رأي مناقض، إذ أكد أن أحداث المنطقة «لن توثر في سفر السعوديين خارج المملكة»، عازياً ذلك إلى أن «السياحة باتت ثقافة متأصلة لدى العائلة السعودية، خصوصاً أن العوامل الجوية في المملكة لا تساعد في المكوث خلال فترة الصيف». ونفى وجود أي ارتباك لدى مكاتب السفر، «الأمر مستمر كالمعتاد عليه في الماضي». وأضاف: «بحسب الإحصاءات التي صدرت من الغرفة التجارية لعام 2010 وصل عدد المواطنين الذين قضوا فترة الصيف خلال ثلاثة أشهر إلى 4.6 مليون صرفوا خلالها 60 بليون ريال سعودي، ويتوقع أن يكون العدد نفسه بزيادة تصل إلى 10 في المئة». وفي الوقت الذي استبعد فيه الطيار إقبالاً كبيراً على تركيا، بسبب «غلائها وقلة الرحلات إليها»، أكد السبيعي أن وجهة السعوديين الأولى ستكون «إسطنبول»، واصفاً إياها ب«الحصان الأسود»، نظراً لكثافة الإقبال عليها، ولسهولة السفر إليها من دون تأشيرة، ودليل ذلك «زيادة عدد الرحلات لدى الخطوط السعودية، على رغم ارتفاع أسعار فنادقها مقارنة بدول أوروبا». وأشار إلى أن دول أوروبا وأميركا وماليزيا تلي تركيا من ناحية الإقبال عليها، مشيراً إلى أن الإقبال على مصر انخفض إلى 45 في المئة، وسورية صفر، ولبنان لم تتأثر، وهناك إقبال عليها كالمعتاد وبشكل طبيعي والطلب عليها متزايد. وقسم السبيعي الموسم السياحي إلى قسمين، ما قبل رمضان وما بعده، مؤكداً أنهم لم يلمسوا حتى هذه اللحظة استغلالاً أو ارتفاعاً في الأسعار في الدول الأوروبية أو تركيا مقارنة بالعام الماضي، مبدياً أسفه لكون هذه التصرفات لا تحدث إلى في الدول العربية. واستبعد أن تنعش الأحداث في المنطقة السياحة الداخلية «لا توجد لدينا المقومات التي تستوعب الأعداد الكبيرة من المواطنين، لاسيما مشكلات النقل الداخلي وقلة عدد المقاعد، وضعف البنية في الخدمات الفندقية».