قُتل 47 مدنياً على الأقلّ في أعنف حملة غارات جوية يشنّها النظام السوري على الغوطة الشرقية أمس، آخر أبرز معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق. وتزامنت حملة القصف الدموي مع ضربات كثيفة استهدفت مناطق في محافظة إدلب شمال البلاد. وكثّفت القوات النظامية غاراتها على الغوطة أمس، واستهدفت مدنها وبلداتها بأكثر من 35 غارة خلال ساعات، ما تسبب بمقتل 47 مدنياً على الأقل بينهم عشرة أطفال وإصابة أكثر من 200 آخرين بجروح، كما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ويُرجّح أن ترتفع حصيلة القتلى في الساعات المقبلة نتيجة وجود أشخاص عالقين تحت الأنقاض، وجرحى في حالات حرجة. وتركزت غارات النظام على أحياء سكنية في مدن دوما وعربين وحرستا وزملكا، وبلدات كفربطنا وحمورية وسقبا ومسرابا ومديرا. وأسفرت غارات مكثفة على قرية بيت سوى عن توقيف المستوصف الوحيد في القرية عن الخدمة. كما قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب 11 آخرون نتيجة سقوط قذائف هاون على منطقة حي باب توما في دمشق القديمة والخاضعة لسيطرة النظام، كما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة الشرطة التابعة للنظام السوري، قوله إن قذيفة سقطت على موقف جرمانا في حي باب توما، ما أدّى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة. واتهم المصدر «مجموعات مسلحة تنتشر في بعض مناطق الغوطة الشرقية»، بالوقوف وراء القصف، مضيفاً أن «القوات السورية وجهت ضربات دقيقة على مناطق إطلاق القذائف فى عمق الغوطة الشرقية، أسفرت عن تدمير تحصينات ومنصات لإطلاق القذائف، وإيقاع خسائر في صفوف المجموعات المسلحة». وتحاصر القوات النظامية الغوطة الشرقية بإحكام منذ عام 2013، ما أدى إلى نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية. ودخلت آخر قافلة مساعدات إلى المنطقة في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وفي محافظة إدلب، قُتل 5 أشخاص في قصف جوي استهدف قرية ترملا جنوب مدينة إدلب أمس، وذلك في أعقاب شن القوات الروسية والسورية غارات عنيفة أدّت إلى مقتل 28 شخصاً وتدمير مستشفيين على الأقلّ في المحافظة، التي تُعدّ آخر أكبر معاقل المعارضة في سورية. ويأتي هذا التصعيد على رغم كون الغوطة الشرقية وإدلب منطقتين مشمولتين باتفاق «خفض التوتر» في سورية. في غضون ذلك، حققت القوات النظامية تقدماً ضد تنظيم «داعش» على المحاور الممتدة بين أرياف حلب الجنوبية وحماة الشمالية الشرقية وإدلب الجنوبيةالشرقية. وتمكنت من السيطرة أمس، على عشرات القرى والبلدات في ريف حماة الشرقي، من دون أي اشتباكات مع «تنظيم داعش»، كما أفادت مواقع قريبة من المعارضة.