صعّدت القوات النظامية السورية والجماعات المتحالفة معها أمس استهدافها المكثف للغوطة الشرقيةلدمشق المحاصَرة منذ سنوات. وقتِلَ 28 مدنياً في الأقلّ، فيما أصيب عشرات الأشخاص بجروح بقصف جوي عنيف شنته طائرات النظام على مناطق عدة في الغوطة. وأعلن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن أن عشرات الغارات استهدفت مدن الغوطة الشرقية وبلداتها، أدت إلى مقتل 28 مدنياً من بينهم 4 أطفال. وأشار إلى سقوط 10 قتلى بقصف جوي استهدف سوقاً شعبية في بلدة بيت سوى، فيما قتل 9 مدنيين من بينهم عنصر في «الدفاع المدني السوري» (الخوذ البيض) بغارات على مدينة عربين. وسقط 6 قتلى من بينهم طفلة في بلدة حزة، ومدنيان في مدينة زملكا، فيما قتل شخص في بلدة حمورية. وتسببت الغارات في إصابة أكثر من 70 شخصاً آخرين بجروح، وفق «المرصد» الذي رجح ارتفاع الحصيلة نتيجة الإصابات الخطيرة. وأفادت وكالة «فرانس برس» بتحليق كثيف للطائرات في أجواء مدينة دوما التي خلت شوارعها من المارة خشية القصف الذي استهدفها أيضاً. وتستهدف قوات النظام بعشرات الغارات مناطق عدة في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، على رغم كونها منطقة خفض توتر بموجب اتفاق بين روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة المعارضة. وتتعرض المنطقة في شكل شبه يومي للقصف والغارات، تسبّب آخرها قبل أيام في مقتل 11 مدنياً. كما أكدت تقارير منذ أسبوعين إصابة حوالى 21 مدنياً بعوارض اختناق وضيق تنفس، رجحت مصادر طبية أن تكون ناتجة من قصف بغازات سامة. ووثق «المرصد» مقتل 281 مدنياً من بينهم 69 طفلاً منذ أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي بالقصف الذي استهدف الغوطة براً وجواً. وفي دمشق، أفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» نقلاً عن مصدر في قيادة الشرطة، بأن «مجموعات مسلحة تنتشر في بعض مناطق الغوطة الشرقية استهدفت العاصمة بقذائف هاون». ولفتت الوكالة إلى مقتل مرأة وإصابة 6 مدنيين بجروح في حي باب توما، فيما قتل شخص وأصيب 9 آخرون بجروح بسقوط قذيفة في محيط مستشفى الشرطة بحرستا، بعدما أكدت إصابة 15 شخصاً أول من أمس بقذائف على العاصمة. وكثّفت الفصائل المقاتلة قصفها أحياء في العاصمة بالقذائف في الأسبوعين الأخيرين. تفرض القوات النظامية السورية مدعومة بالطيران الروسي وعناصر أجنبية مسلحة الحصار منذ سنوات على الغوطة الشرقية، وهي آخر منطقة لا تزال تحت سيطرة المعارضة المسلحة قرب دمشق. ويتصاعد القلق الدولي على مصير المنطقة وسكانها مع تكثيف القصف السوري والروسي، فيما أدى نقص الغذاء والدواء إلى حالات سوء تغذية حاد. وأتت هذه الغارات في ظل اتهامات للنظام بشن هجمات بالكلور في المنطقة، ولم يستبعد مسؤولون أميركيون شن غارات جديدة على مواقع النظام في سورية في حال التأكد من استخدامه الغاز السام.