فشلت المرأة في حجز مقعدها في عضوية مجلس إدارة الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية، وذلك بعد إعلان الفائزين في عضوية مجلس الإدارة بالدورة ال 18، التي ضمت 12 فائزاً في فئتي التجار والصناع، وعلى رغم خوض المرأة غمار الانتخابات على مدار ثلاث دورات متتالية فإنها لم تنجح في الفوز بمقعد مجلس الإدارة، وبقي المجلس حكراً على الرجال الذين بسطوا سطوتهم طوال الدورات السابقة، ونجحوا في حصد أعلى الأصوات خلال الدورات. وشهدت الانتخابات الحالية خوض مرشحة واحدة فقط، وهي سيدة الأعمال الشابة أريج القحطاني، منافسة بذلك 27 مرشحاً من رجال الأعمال الشبان وممن يمتلكون خبرات كبيرة، وعلى رغم الدعم القوي الذي حظيت به أريج القحطاني منذ بداية إعلان اسمها في الانتخابات، فإنه على ما يبدو أن سطوة الرجال كانت أقوى بكثير، إذ لم تتمكن من حصد سوى 700 صوت، ما يمثل فارقاً كبيراً جداً بينها وبين منافسيها من الرجال، الذين تمكنوا من حصد آلاف الأصوات والفوز في الانتخابات باكتساح وحجز مقاعد المجلس. وليست المرة الأولى التي تفشل فيها المرأة بالفوز في انتخابات «غرفة الشرقية»، إذ شهدت الدورة ال17 حصول أعلى مرشحة على 70 صوتاً، وهو ما حدث أيضاً في الدورة ال16، إذ حصلت مرشحتان على العدد نفسه من الأصوات، وهو ما يعني أن تجربة خوض المرأة الانتخابات في طور النضج سنة بعد أخرى. وارجع عدد من الناخبين في حديثهم إلى «الحياة» السبب في ذلك إلى أن الفائزين في الانتخابات لهم تجربة كبيرة في الانتخابات، ومتمرسون جداً من الناحية الشخصية، ومن ناحية فريق العمل المصاحب، بحكم وجودهم العريق في السوق، بعكس السيدات، مشيرين إلى أن دخول المرأة غمار الانتخابات ليس للربح أو الخسارة، بل لإثبات وجود وتسليط الضوء على كفاءات السيدات في المنطقة، وتأسيس قاعدة للسنوات المقبلة، لافتين إلى أن الأنظار تتجه حاليا إلى وزير التجارة والاستثمار لتعيين سيدات في مجلس الإدارة، بعد فشلهن في مراكز الاقتراع، مؤكدين وجود تفاؤل كبير بأن يصدر الوزير قراراً بتعيينهن خلال الأسابيع المقبلة. وعن أسباب عدم فوز المرأة في الانتخابات ألمحوا إلى أن المنافسة غير المتكافئة، والمتمثلة بكبار التجار والصناعيين في المنطقة، وغياب الوعي بأهمية وجود امرأة في عضوية مجلس الغرفة، ووجود سجلات تجارية بأسماء سيدات يملكها رجال، بيد أنهم أكدوا أن التجربة في حد ذاتها جاءت دليلاً لإثبات الوجود والإصرار الذي تملكه المرشحات للوصول، إلى جانب فتح الأبواب لغيرهن من سيدات الأعمال في المستقبل. يذكر أن الدورة الانتخابية الحالية حظيت بمشاركة العنصر الشبابي وخلوها من الوجوه السابقة، باستثناء أربعة مرشحين من مجلس الإدارة السابق، وهم إبراهيم آل الشيخ وعبدالحكيم العمار ورشيد الرشيد وبندر الجابري.