أنهت الغرفة التجارية والصناعية بالمنطقة الشرقية دورتها الانتخابية وسط ازدياد إقبال الناخبين على مقر غرفة الشرقية في آخر أيام انتخابات مجلس الإدارة، التي تعد الأكبر على مستوى الخليج والشرق الأوسط من حيث المشاركة، بحسب ما ذكره عدد من المرشحين، وأعلنت لجنة الإشراف على انتخابات أعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية للمنطقة الشرقية 12 فائزا في عضوية مجلس إدارة الغرفة لدورته ال 16 بعد انتهاء عملية التصويت في مقر الغرفة في الخبر. وصوت 8614 ناخبا ل 36 مرشحا، (عشرة من فئة الصناع و 26 من فئة التجار) على مدى خمسة أيام وفي كافة محافظات المنطقة، ولم تشمل قائمة الفوز أي مفاجآت غير متوقعة، حيث جمع المرشحون الفائزون من فئة الصناع 3691 صوتا، بينما جمع المرشحون الفائزون في فئة التجار 2592 صوتا. وسجلت مرشحات الغرفة غيابا كبيرا في الانتخابات، كما توقعت “شمس” في أعداد سابقة، حيث ظهر جليا في عدد الأصوات لكل مرشحة، فقد جمعت المرشحة دينا الفارس 77 صوتا، وجمعت المرشحة سعاد الزايدي 17 صوتا، والمرشحة فوزية الكري تسعة أصوات في آخر الترتيب. من جهة أخرى، رأى جمال بن إبراهيم الجاسم مرشح فئة التجار، أن “التنظيم خارج مقر الانتخابات بالدمام سيئ جدا، فلا يوجد تنسيق واضح لتسهيل عملية دخول الناخبين للمقر نتيجة الزحام الشديد والاختناقات عند المدخل الوحيد للمقر، وقد طالبنا بفتح أكثر من مدخل ولم يتم، وأثر الأمر سلبا على الإقبال، وأسهم في إخراج عدد من المرشحين من قائمة المنافسة. وقال عبدالله الهزاع (مرشح عن فئة التجار) الذي لم يفز في الانتخابات: “هذه تجربة حضارية تستحق منا أن نسهم فيها بغض النظر عن النتائج”. وأضاف: “هي تجربة تستحق أن يشارك الكل فيها، وأن يكون طرفا في إنجاحها وللمرة الأولى تحدث بهذا الشكل الكبير على مستوى المناطق، حيث حصلت غرفة الشرقية على أكبر عدد من الناخبين على مستوى الغرف السعودية، والحمد لله كان الاحترام والرقي هو الأساس في هذه العملية”. وعن مدى رضاه بالنتائج ذكر الهزاع: “الكل راض، والكل حقق هدفه المبتغى من هذه الانتخابات، فبعضهم عمل من أجل الفوز وحقق هدفه، ومنهم من عمل على المشاركة في إنجاح هذه التظاهرة”. من جهة أخرى، أوضح غسان النمر أن “هذا المظهر الحضاري يدل على مستوى الوعي الذي وصل إليه المرشح والمنتخب، فالعملية الانتخابية سارت وفق النسق المرسوم لها، وكل مرشح عمل بموجب تكتيكه الانتخابي فقط من دون تجاوزات أو تعديات تذكر”. وكان لعبدالرحمن الراشد الفائز بالانتخابات من فئة الصناع مشاركة، فقال: “الجميع متفهم ومتقبل للنتائج، ولن أكون مبالغا لو وصفت هذه الدورة بالأنجح والأكثر فاعلية، فالدليل واضح بقدر المشاركة الكبيرة والتفاعل الممتاز الذي شهدته الانتخابات”. *غياب النزاهة إفراغ للعملية الانتخابية من محتواها ورأت سعاد الزايدي (مرشحة عن فئة التجار) افتقار عنصر النزاهة المطلوبة في أي عملية انتخابية، خروجا بالعملية الانتخابية عن مسارها الصحيح، كونها أحد مظاهر الديموقراطية، مشيرة إلى أن أحد الأسباب التي أسهمت في خروج المرشحات الثلاث خاليات الوفاض في ثاني تجربة انتخابية لهن لنيل عضوية إدارة مجلس غرفة الشرقية، هو عدم توافر هذا العنصر (النزاهة) في انتخابات الشرقية التي اختتمت أخيرا بإعلان 12 فائزا من فئتي التجار والصناع. وأبانت خلال حديثها ل “شمس” بعد إعلان النتائج أن “خروج المرشحات كان متوقعا في ظل المنافسة غير المتكافئة، والمتمثلة بكبار التجار والصناعيين في المنطقة، وغياب الوعي بأهمية وجود امرأة في عضوية مجلس الغرفة، ووجود سجلات تجارية بأسماء سيدات يملكها رجال” بيد أنها أكدت أن “التجربة في حد ذاتها جاءت دليلا لإثبات الوجود والإصرار الذي تملكه المرشحات للوصول، إلى جانب فتح الأبواب لغيرهن من سيدات الأعمال في المستقبل”.وتضيف الزايدي: “أنظارنا تتوجه الآن صوب وزير التجارة والصناعة، من أجل تعيين إحدى المرشحات، وهو همنا الوحيد في المرحلة المقبلة، وأتمنى أن ينظر لشرقية الخير أسوة بغرفة جدة، وما يتماشى مع تطلعات خادم الحرمين الشريفين في مشاركة المرأة في التنمية”. وعن أسباب الخروج من الانتخاب قالت الزايدي: “الانتخابات النزيهة يأتي الناس (الناخبون) إليها طواعية وليسوا محملين بحافلات لأجل التصويت، وهذا ما حدث في الانتخابات علاوة على عدم اقتناع أو رغبة كثير من الرجال ومعارضتهم تولي المرأة مناصب قيادية في غرفة الشرقية”. ولا تلقي الزايدي باللائمة على ضعف التصويت النسائي، مشيرة إلى أن “أغلبية سيدات الأعمال بالشرقية نشاطهن لا يخرج عن المشاغل النسائية، وهن غير مصرح لهن بالتصويت، لذا فالعدد بات في النهاية غير كاف، إلى جانب أن أغلب السجلات النسائية مكتوبة بأسماء سيدات، ولكنها في الحقيقة يملكها رجال”. من جهة أخرى، أشارت دينا الفارس (مرشحة من فئة التجار) إلى أن “تجربة خوض المرأة للانتخابات في طور النضج سنة بعد أخرى، ولم تنضج بعد، وهي في الغالب تجربة جيدة”. وتضيف ل “شمس”: “الذين فازوا لهم باع طويل في الانتخابات، ومتمرسون جدا من الناحية الشخصية، ومن ناحية فريق العمل المصاحب، بحكم وجودهم العريق في السوق، على عكس السيدات”. مشيرة إلى أن دخولها غمار الانتخابات “ليس للربح أو الخسارة، بل لإثبات وجود وتسليط الضوء على كفاءات السيدات في المنطقة، وتأسيس قاعدة للسنوات المقبلة”. لافتة إلى أنها متفائلة بالتعيين لسيدة أو اثنتين، والذي من المحتمل أن يصدر من قبل وزير التجارة في بحر أسبوعين. يذكر أن عبدالله زينل وزير التجارة والصناعة، سيقوم في الأسبوعين المقبلين بتعيين ستة أعضاء جدد: ثلاثة من فئة التجار، وثلاثة من فئة الصناع، ويتوقع أن يعلن عن أسمائهم قريبا، ليصبح بذلك عدد أعضاء المجلس 18 عضوا، يستمر عملهم حتى نهاية الدورة الجديدة في 2014، إذ تستمر أربعة أعوام.