شددت الولاياتالمتحدة الأميركية على أهمية مؤتمر الكويت لإعمار العراق، فيما كشف وزير عراقي أن مشاركة تركيا في المؤتمر ستتجلى بتقديم منحة أو قرض للمناطق المحررة من تنظيم «داعش». وأعلنت الكويت رسمياً، استضافتها المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق في 12 شباط (فبراير) الجاري، في حين أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي دعم بغداد ضمن استراتيجية طويلة الأمد. وستشارك في المؤتمر 70 دولة، إضافة إلى منظمات دولية منها «البنك الدولي». وسيخصص اليوم الأول منه لعرض الفرص الاستثمارية في العراق، فيما تخصص الأيام الأخرى لجمع مبلغ 100 بليون دولار لإعمار المدن المحررة. وأكد نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان أهمية المؤتمر، وقال للصحافيين إنه «يتيح فرصة مهمة للحكومة العراقية لعرض الفرص الاستثمارية الجذابة للمستثمرين الأجانب، بما في ذلك الشركات الأميركية لإثبات أن العراق مفتوح لرجال الأعمال ونشاطاتهم التجارية». إلى ذلك، أكد وزير التخطيط العراقي سلمان الجميلي، أن «العلاقات الاقتصادية بين بغداد وأنقرة بدأت تتعافى»، مشدداً على «أهمية الدور التركي في إنجاح مؤتمر الكويت». وفي بيان أصدره بعد لقائه السفير التركي لدى العراق فاتح يلدز، دعا الجميلي الشركات التركية إلى «المساهمة في عمليات إعادة الإعمار والحصول على فرص استثمارية كبيرة»، فيما أكد يلدز أن «موقف تركيا داعم بقوة لجهود الحكومة العراقية في إعادة الإعمار وتحقيق التنمية». وكشف عن أن بلاده «ستشارك في مؤتمر الكويت وستعلن عن حجم الدعم الذي ستقدمه للعراق سواء كان منحة أو قرضاً ميسراً أو مساهمات استثمارية». وأعلنت الهيئة الوطنية للاستثمار في العراق مشاركة 950 شركة عالمية في مؤتمر الكويت. وقال رئيس الهيئة سامي الأعرجي، في تصريحات صحافية، إن «مسؤولين من دول عدة سيحضرون المؤتمر، إضافة إلى ممثلين عن البنك الدولي والاتحاد الأوروبي». وأوضح الأعرجي أن «المشاريع التي سيتم طرحها تخدم الإنسان والاقتصاد وتشمل 12 قطاعاً، بينها مشاريع في مجال البتروكيماويات والصناعات الهندسية والإنشائية والزراعية، إضافة إلى مشاريع زراعية كبيرة ومشاريع في الصرف الصحي والسكن والمستشفيات وغيرها». وأكد أن «المشاريع الاستراتيجية ستشمل المحافظات كافة، لا سيما المناطق التي حررت من تنظيم داعش». ودعت لجنة العلاقات الخارجية النيابية المجتمع الدولي إلى «مشاركة فاعلة في المؤتمر والمساهمة في إعادة إعمار العراق». وقال رئيسها عبدالباري زيباري، إنه «يأمل بأن يشهد المؤتمر المرتقب حضوراً دولياً متميزاً»، داعياً الدول إلى أن «تكون سخية تجاه العراق الذي تبنى محاربة داعش نيابة عن العالم الحر». وأردف قائلاً إن «الكرة الآن في ملعب العالم الحر لدعم العراق في إعادة بناء مجتمعه وبنيته التحتية». وتفيد تسريبات صحافية اطلعت عليها «الحياة»، بأن «9 دول طالبت العراق بضمانات مقابل مشاركتها في مؤتمر المانحين». وقال مسؤول عراقي إن «هناك تردداً لدى عدد غير قليل من الدول الغربية في شأن الموافقة على المشاركة في المؤتمر، من بينها دول أعضاء في التحالف العسكري ضد تنظيم داعش بقيادة واشنطن»، مشيراً إلى أنه «تم توجيه دعوات رسمية إلى 80 دولة، إلا أن أكثر من 32 دولة منها، ومن بينها دول مهمة ومعروفة بمساهماتها الكبيرة في مثل هذه المؤتمرات، لم تبلغنا بموافقتها على الحضور حتى الآن».