إضافة الى ما ذكرنا في السياق أعلاه عن التوازي بين تيرنس ماليك وستانلي كوبريك، نضيف أيضاً ندرة أفلام كل منهما وندرة ظهوره أمام الإعلام... بحيث أنه إذا كان كوبريك اعتبر الى حد ما مبدعاً شبحاً، هو الذي عاش في إنكلترا محققاً أفلامه فيها بعيداً عن العيون الفضولية، فإن ماليك يفوته ندرة وشجية، فهو في 40 عاماً لم يحقق سوى خمسة أفلام (من «باولند» الى «حصاد السماء» الى: «خيط رفيع أحمر» ف «العالم الجديد»...) علماً أن ظهور كل فيلم من أفلامه هذه، يعتبر حدثاً سينمائياً عالمياً، حتى مع استنكاف ماليك عن الظهور للحديث عنه أو للترويج له. أما بالنسبة الى أصل تيرنس ماليك اللبناني، فكان هو الذي كشف عنه - من دون توقع - في واحد من أحاديثه الصحافية النادرة، أدلى به عام 1999، الى ملحق صحيفة «تايمز» البريطانية، حيث بعدما أكد تكساسيته وولادته هناك، قال ان أباه العامل في شؤون البترول، كان ولد في بلدة شكا في الشمال اللبناني، لكنه نزح باكراً الى أميركا حيث عاش وعمل وتزوج وأنجب ثلاثة صبيان (مثل السيد اوبريان). وتيرنس درس الفلسفة. وتأثر منذ شبابه بأفكار نيتشه، كما عاش ردحاً من الزمن في باريس، حيث كان احتكاكه الأول بالسينما كنشاط فكري وثقافي. وإذا كان كثر قد توقعوا لدى الإعلان عن فوزه بالسعفة الذهبية في «كان» أن يظهر لتسلم جائزته، فإن أمل هؤلاء خاب، حتى وان كان كثر قد أكدوا وجوده في «كان» خلال المهرجان - علماً بأن «شجرة الحياة» كان يفترض أن يعرض في دورة العام الماضي في «كان» لكن المخرج عجز عن استكماله في حينه على رغم انه يعمل عليه منذ ست سنوات متواصلة تقنياً، بعدما عمل عليه كتابياً منذ أكثر من ثلاثين عاماً.