وصف رئيس نادي تبوك الأدبي الدكتور مسعد العطوي الشاعر محمد عابس بالأنموذج في شعره، مؤكداً أنه شاعر يلجأ إلى الإيحاء باللفظة المفردة تارة وتارة بالسياق التركيبي وكثيراً ما يوظف الصورة الشاعرية.واعتبر العطوي في أمسية شعريه لعابس أقامها نادي تبوك الأدبي مساء الاثنين وشاركته فيها الشاعرة آسية العماري، أن عابس متمرد على الإيضاح كثيراً ويستمرئ الغموض، وهو ما يستدعي المتلقي ليعدد قراءته ويتداخل مع النص، فيما قال عن العماري أنها بممارستها الوجدانية الروحانية إنما تجول بالتعبير عن رومانسية المرأة وتجربتها الشعرية، وهي تكثف نصوصها في مقطعات شعرية أو ما يسمى بقصيدة الفلاش والأفضل أن تسمى بالإضاءة. في الأمسية التي أدارها مسلم العطوي وهيفاء الإميلس ألقى عابس قصيدة لافتة عن تبوك قال فيها: تبوك جئتك عاشقا ولهانا/ أطوي المسافة أنثر الألحانا/ قد كنت عاندت الحنين لصحوها/ فتمردت ذاتي هوى وبيانا/ يا قصة للورد سافر عطرها/ فاستاق روعتها جنى وجنانا. وبعدها ألقى نصوص (صاحبي ) و(اعتراف لفاصلة الحروف) و(مدينتي الجديدة ) وقال فيها: العشق في مدينتي أنشودة الضياء/ والعشق في مدينتي أكذوبة النساء/ وفي مدينتي تغرد الصور/ تدوزن المساء والقمر. وألقت العماري من الصالة النسائية نصوصاً من ديوانها (بشأن وردتين) الصادر حديثاً عن نادي الرياض الأدبي منها: (معنى امرأه) و(عد قلبي) و(كدمع جديد). في الجولة الثانية ألقى عابس نص (تاريخ) وقصيدة غزلية بعنوان (موت أنثى ) وألقت العماري أربعة نصوص قصيرة منها نصها اللافت (لا فرق بيننا): على مهل حزنك/ ما زال في الشعر متسع/ لخطا الآخرين الذين استداروا على الذكريات البعيدة. وختم الشاعرين أمسيتهما بجولة ثالثة لاقت استحسان الحضور. في المداخلات قال الناقد أحمد العسيري بأن هناك تأثراً واضحاً للشاعرة العماري بفن القصة القصيرة جداً، فيما قال الشاعر محمد توفيق بأن في نص (تاريخ) لعابس تمرد على المعاني التي تتجدد في أسئلة من دون أجوبة، ووصف توفيق شعر العماري بأن في شعرها رفض يتمرد من خلال نسق القصيدة من دون صخب، وهذا الرفض قد يأتي تحدياً للذات ووجودها مضيفاً أن في شعرها خصوصية للذات النسائية.