تحضر تركيا خططاً لمساعدة المدنيين الذين يمكن أن يتدفقوا إلى حدودها في شمال سورية، هرباً من الهجوم الذي تشنه على منطقة عفرين السورية والتي يسيطر عليها مقاتلون أكراد. وأكد الجيش التركي أنه يتخذ احتياطات لازمة لتجنب خسائر في صفوف المدنيين بعد بدئه هجوماً على «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين، لكن المنظمات الإنسانية التركية تمهد الطريق لإقامة مخيمات للنازحين قرب مدينتي إعزاز وإدلب السوريتين بهدف استقبال المدنيين الهاربين من مناطق القتال. وقال مسؤول «الهلال الأحمر التركي» كرم كينيك: «نحن مستعدون لتأمين مأوى لما يصل إلى 50 ألف مدني في إعزاز وإدلب». وتستقبل تركيا على أراضيها أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ فرّوا من النزاع المستمر منذ نحو سبع سنوات في سورية، لكنها تسعى الآن إلى نقل النازحين إلى مخيمات في الجانب السوري للحدود. وذكر رئيس الوكالة التركية لإدارة الأحوال الطارئة محمد غول أوغلو في هذا الإطار أن تركيا تستعد «للسيناريو الأسوأ». وأضاف أغلو من مركز أونجوبينار الحدودي قرب إعزاز حيث قامت منظمته الأسبوع الماضي بتحضير إقامة مخيمات محتملة: «من الصعب توقع بدقة عدد المدنيين الذين سيأتون لأن هناك عملية جارية». وأثارت الحملة العسكرية مخاوف من «مأساة إنسانية» يتعرض لها المدنيون المقيمون في عفرين التي عانت خلال الأسبوع الماضي من قصف مكثف، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فإن 67 مدنياً قتلوا بسبب القصف التركي، ما نفته أنقرة بشدة. وكانت الأممالمتحدة حذرت الأسبوع الماضي من أن المعارك وكذلك قرار السلطات الكردية إغلاق نقاط العبور بين عفرين والمناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري في محافظة حلب تحد من حرية تنقل المدنيين. وأدت العملية التركية إلى وقف تسليم المساعدات الإنسانية الأممية في سورية، فيما أوضحت مسؤولة في الأممالمتحدة أن «عمليات التسليم ستستأنف فور سماح الوضع الأمني بذلك». واعتبر مدير المشاريع المخصصة للعراق وسورية ولبنان لدى «مجموعات الأزمات الدولية» هيكو وايمن، أن «الشرائح غير الكردية من السكان هي التي ستنزح في شكل خاص»، مشيراً إلى أن «العديد من الأكراد لا يشعرون بالأمان في مناطق خاضعة لسيطرة تركيا وحلفائها».