يُلقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الكونغرس بمجلسيه اليوم، أول خطاب حول حال الاتحاد، سيتضمّن نبرة تفاؤلية وجامعة لمواطنيه، تعرض تشريعات ضخمة في شأن الهجرة والبنية التحتية، بعد عام على انقسام داخلي وجمود وتعطيل في مجلسَي الشيوخ والنواب. وفي خطاب إلزامي وفق الدستور الأميركي، بعد العام الأول لأي رئيس في الحكم، سيعرض ترامب أمام الكونغرس ليل الثلثاء– الأربعاء إنجازات السنة الأولى من حكمه، وجدول أعمال طموحاً لسنته الثانية. وبعكس خطاب القسم الذي حمل نبرة شعبوية، سيكون خطاب حال الاتحاد أقلّ حدة وأكثر مصالحة مع الديموقراطيين، الذين يحتاج الرئيس إلى أصواتهم لتمرير تشريعات في شأن الهجرة أو البنية التحتية. وأكد مسؤول أميركي أن الخطاب «يتجانس مع القيم الأميركية ويوحّد الأميركيين بحس وطني»، مضيفاً أن شعار الخطاب سيكون «بناء أميركا آمنة وقوية وفخورة». أما مضمون الخطاب، فيُرجّح أن يسلّط الضوء على مشاريع داخلية يريد ترامب إنجازها، أبرزها إصلاحات الهجرة، ومقايضة تشريعية تمنح 1.8 مليون مهاجر دخلوا الولاياتالمتحدة أطفالاً في شكل غير شرعي، وضعاً قانونياً ومساراً لنيل الجنسية الأميركية، في مقابل موافقة الديموقراطيين على تمويل الجدار مع المكسيك، علماً أن هؤلاء يعارضون ذلك. كما سيعرض الرئيس الأميركي خطة اقتصادية لتأهيل البنية التحتية في ولايات، قد تتجاوز كلفتها تريليون دولار. ويُستبعد أن يتطرّق ترامب إلى التحقيق الذي يقوده روبرت مولر في شأن «تدخل» روسيا في الانتخابات الأميركية، والذي بلغ مراحل نهائية، مع بدء المفاوضات بين محامي الرئيس والمحقق الخاص، لإجراء مقابلة معه في هذا الصدد. وكان الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون شنّ لدى إلقائه خطاب حال الاتحاد عام 1974 هجوماً على التحقيق في شأن فضيحة «ووترغيت»، قبل استقالته لاحقاً. أما في السياسة الخارجية، فتوقّع البيت الأبيض أن يرسم ترامب «خطاً واضحاً بين خصوم الولاياتالمتحدة وأصدقائها»، في نبرة أقرب إلى سلفه جورج بوش الابن، منها إلى باراك أوباما. كما سيبرز «إنجازاته» في الحرب على تنظيم «داعش»، وفي نقل السفارة الأميركية إلى القدسالمحتلة والاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل، وهذا قرار يلقى تأييداً من معظم النواب في الكونغرس، باستثناء ديموقراطيين مثل السيناتور بيرني ساندرز وديان فاينستاين. واستبعد الخبير في معهد «بروكينغز» شبلي تلحمي أن ينجح ترامب في توحيد الأميركيين، مشيراً إلى أن الشرخ الداخلي هو في أوجّه في الولاياتالمتحدة بين الحزبين. وقال ل «الحياة» إن خطاب ترامب يشكّل «انطلاقة لانتخابات التجديد النصفي» للكونغرس، واصطفافاً للحزبين في متاريسهما. وكان استطلاع رأي أعدّه معهد «بيو» أظهر أن الانقسام الأميركي ارتفع بنسبة 15 نقطة عما كان عليه عام 1994. وسيقود الردّ الديموقراطي على خطاب ترامب، النائب جو كينيدي، وهو من عائلة كينيدي العريقة ومن النجوم الصاعدين في الحزب. كما نظم اليسار الأميركي تظاهرات أمس قبل الخطاب، شارك فيها نجوم سينمائيون، مثل مايكل مور ومارك رافالو. واستبق ترامب الخطاب بقوله لشبكة «آي تي في» البريطانية إنه «عبقري متزن»، مشيراً إلى انه يغرّد أحياناً وهو في سريره، ل «الدفاع عن نفسه» في مواجهة «أخبار كاذبة». وأضاف: «وأحياناً أملي شيئاً بسرعة شديدة وأدع أحداً ينشره». وندد الرئيس الأميركي بالسياسة التجارية للاتحاد الأوروبي، قائلاً: «لا يمكننا إدخال بضائعنا (إلى بلدان التكتل). هذا صعب جداً، ومع ذلك هم يرسلون بضائعهم إلينا، من دون ضرائب أو يدفعون ضرائب ضئيلة جداً. هذا أمر غير منصف إلى حد كبير. لدي مشكلات كثيرة مع الاتحاد، وقد تتحوّل شيئاً كبيراً جداً من الناحية التجارية».