أعلن البيت الأبيض أن خطاباً يلقيه اليوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الكونغرس بمجلسيه، لن يكون «مملاً» وسيركّز على «تجدّد روح أميركا»، فيما تستعد الإدارة لاقتراح زيادة الإنفاق الدفاعي في موازنة السنة المقبلة. وسيشكّل الخطاب بالنسبة إلى ترامب فرصة لإعادة تركيز عهده حول مسائل اقتصادية أساسية كانت محور حملته الانتخابية. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، إن «الرئيس يركّز على هدفه إيجاد نموّ دائم على المدى البعيد، وسنبدأ إصلاحاً ضريبياً». وأضاف أن أول موازنة ستقترحها الإدارة منتصف الشهر المقبل، لن تتضمّن تخفيضات في الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، لافتاً إلى أن أولوية ترامب تمرّ عبر تشريعات للحدّ من الضرائب التي تطاول الطبقة الوسطى والشركات. ويُرجّح حصول وزارة الدفاع الأميركية على زيادة ضخمة في الإنفاق الدفاعي، كما تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية. وكان الرئيس الأميركي قال قبل أيام: «سنطلب موازنة هائلة لجيشنا المحبوب. سيكون أضخم تطوير للجيش في تاريخ أميركا. نؤمن بالسلام عبر القوة، وهذا ما سنحصل عليه». في المقابل، تواجه وكالات غير دفاعية وبرامج لمساعدات خارجية، بما في ذلك وزارة الخارجية، خفضاً في موازنتها. وذكر البيت الأبيض أن أول خطاب لترامب أمام الكونغرس سيركّز على «تجدّد روح أميركا». وقال الناطق باسمه شون سبايسر: «إنها فرصة له ليقدّم رؤية إيجابية جداً للبلاد والتحدث إلى أميركا عن قدراتنا». وشددت كيليان كونواي، وهي مستشارة في البيت الأبيض، على أن «خطاب ترامب لن يكون مملاً، لأن دونالد ترامب ليس مملاً». إلى ذلك، أفاد استطلاع رأي أعدّته شبكة «أن بي سي» وصحيفة «وول ستريت جورنال» بأن 44 في المئة من الأميركيين يؤيّدون عمل ترامب رئيساً، في مقابل 48 في المئة لا يؤيّدونه. لكن 82 في المئة من الجمهوريين يعتبرون أن مرسومه حول الهجرة كان ضرورياً لمكافحة الإرهاب، علماً أن واشنطن طمأنت المفوضية الأوروبية إلى أن هذا المرسوم لن يقوّض اتفاقين لنقل البيانات بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. ونظم أنصار لترامب تجمّعات ومسيرات في مدن وبلدات في الولاياتالمتحدة أمس، رداً على احتجاجات مناهضة له منذ انتخابه في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وكان حوالى 250 شخصاً تظاهروا في نيويورك الأحد، دعماً لصحيفة «نيويورك تايمز» ووسائل إعلام تتعرّض لحملة من إدارة ترامب، إذ تعتبرها «عدوّة للأميركيين». وقالت دونا ماري سميث، وهي مدرّسة متقاعدة: «في كل مرة يتسلّم شخص سلطوي أو ديكتاتوريون الحكم، يخنقون الصحافة دوماً. انه أول أمر يفعلونه». أما بيتسي أبل، وهي محامية متخصصة في الدفاع عن حقوق الإنسان، فنبّهت إلى أن «الديموقراطية لا يمكن أن تعمل من دون صحافة حرة ومستقلة». في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع أن فيليب بيلدن سحب ترشيحه لحقيبة البحرية الأميركية. وقال الوزير جيمس ماتيس: «إنه قرار شخصي بسبب مشكلات خاصة وصعوبات كبيرة واجهها للتخلّي عن مصالحه في عالم الأعمال. على رغم شعوري بخيبة، أحترم قراره وأتفهمه، وأعلم أنه سيواصل دعم أمّتنا في طريقة مختلفة». واعتبر الرئيس السابق جورج دبليو بوش أن «الجميع يحتاج إلى إجابات» عن اتصالات محتملة بين فريق ترامب والحكومة الروسية، ولم يستبعد فكرة تعيين مدعٍ خاص لقيادة تحقيق في هذا الصدد. وأضاف: «أؤيّد سياسة هجرة مُرحّبة وتتمسك بالقانون». تزامن ذلك مع اتهام مجلة ناطقة باسم الكنيسة الكاثوليكية المكسيكية إدارة ترامب بأنها تتصرّف «مثل إرهابيين» في ملف الهجرة، كما انتقدت «خضوع» حكومة الرئيس المكسيكي إنريكه بينيا نييتو للقرارات الأميركية. ساندرز إلى ذلك، اعتبر السيناتور بيرني ساندرز الذي نافس هيلاري كلينتون على الترشّح لانتخابات الرئاسة، أن الحزب الديموقراطي «يحتاج إلى تحوّل شامل»، وزاد: «نحتاج إلى فتح الحزب أمام العمال والشباب، لكي نكون واضحين في أن الحزب الديموقراطي سيواجه وول ستريت وجشع صناعة الأدوية». ويتوجّه وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية سوبراهمانيام جاي شانكار إلى واشنطن اليوم، لإجراء «محادثات ثنائية موسّعة»، في ظل تصاعد الغضب في بلاده بعدما أطلق أميركي النار على شخصين من أصل هندي في ولاية كنساس الأسبوع الماضي، فقتل أحدهما وجرح الثاني، وهو يصرخ «اخرجا من بلادي» ويُطلق شتائم عنصرية، معتقداً أنهما من الشرق الأوسط. في غضون ذلك، بدأ عضو مجلس الدولة الصيني يانغ جيتشي، أبرز ديبلوماسي في بلاده، زيارة للولايات المتحدة لمناقشة «العلاقات الثنائية وقضايا ذات اهتمام مشترك»، علماً أنها تتزامن مع الذكرى ال45 لزيارة الرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون الصين عام 1972، ممهّداً لعلاقات ديبلوماسية بين البلدين عام 1979.