لندن - أ ف ب - شلّت سحابة الرماد البركاني المنبعث من بركان «غريمسفوتن» الآيسلندي، صباح أمس، رحلات آلاف الركاب في اسكتلندا، وباتت تهدد سماء أوروبا الشمالية، كما طاولت النرويج، مُواصلةً طريقها في شكل مقلق جنوباً. وأعلن رئيس العمليات في المنظمة الأوروبية لسلامة الطيران، براين فلين، أن «السحابة بلغت جنوب الدول الإسكندينافية والدنمارك وأجزاء من شمال ألمانيا، وتتجه السحابة جنوباً لتصل إلى فرنسا وإسبانيا، لكن من الصعب التكهن بالتوقيت». وأفادت «يوروكونترول» عن إلغاء 252 رحلة، أمس، بسبب عبور سحابة الرماد البركاني التي أرغمت الرئيس الأميركي باراك أوباما على تقديم موعد انتقاله من إرلندا إلى بريطانيا. وحام الرماد البركاني فوق جنوب غربي النرويج، لكن اضطراب حركة الملاحة ظل محدوداً. وعلقت «بريتيش إروايز» و«كاي ال ام واير لينغوس» و«ايزيغت» رحلاتها من وإلى اسكتلندا حتى بعد ظهر أمس. وأشارت الهيئة البريطانية المشرفة على حركة الملاحة الجوية إلى أن سحابة الرماد البركاني طاولت بعض المناطق البريطانية وتسببت في ارتباك في مطاري لندنديري (ارلندا الشمالية) ونيوكاسل (شمال انكلترا) فضلاً عن جميع المطارات الاسكتلندية. غير أن الهيئة شددت على أن يبقى المجال الجوي مفتوحاً، حرصاً منها على منع تكرار الفوضى التي حصلت العام الماضي حين تسببت سحابة رماد، منبعثة من بركان آيسلندي أيضاً، بإغلاق قسم كبير من المجال الجوي فوق بريطانيا وأوروبا الشمالية. واتخذت هيئة الطيران المدني البريطاني هذه المرة «تدابير جديدة للحد من البلبلة» كما أوضح الموقع الإلكتروني للهيئة. وبدل أن تفرض السلطات الجوية قراراً في هذا الشأن، يعود لكل من الشركات أن تتخذ قراراً بتسيير رحلاتها أو إلغائها، غير أنه يتعين عليها إثبات قدرتها على مواجهة أية صعوبات في سياق «خطة أمنية» تقدمها الى السلطات المشرفة على الملاحة الجوية، فإما توافق عليها أو ترفضها. وقال وزير النقل البريطاني، فيليب هاموند، إن البلاد «مهيأة أكثر بكثير» مما كانت عليه عام 2010، موضحاً أن «الوضع تغير، إذ رفع السقف المسموح به لتركيز الرماد البركاني 20 مرة عن العام الماضي». وثار، السبت الماضي، بركان «غريمسفوتن» الذي يقع على جبل فاتنايوكول الجليدي جنوب شرقي آيسلندا، ويعتبر أكثر البراكين نشاطاً في البلاد. وتسبب ثوران البركان في تكوّن سحابة ضخمة من الدخان والرماد سرعان ما بلغت ارتفاع 20 كيلومتراً قبل أن تنخفض الأحد إلى ما بين 10 و15 كيلومتراً.