أدت جموع غفيرة من أهالي مدينة تبوك أمس الصلاة على الطفل رائد علي الكعبي (5 أعوام)، الذي قتله شخص بطريقة بشعة ثم ألقى جثته في حاوية للقمامة. وفي منزله الذي سادته حال من الصدمة والحزن تلقى علي الكعبي (60 عاماً) التعازي في وفاة ولده. وقال ل «الحياة» إنه يفكر في الانتقال إلى منزل آخر علَّ عائلته تنسى مقتل رائد الذي تملأ ذكرياته المنزل، مشيراً إلى أنه كان من الأطفال المرحين ويضفي جواً من السعادة في أرجاء المكان. وكشفت حادثة مقتل الطفل عن مدى معاناة والده، إذ تبيَّن أنه متقاعد ولديه 7 أبناء جميعهم لا يعملون، ويدفع 1500 ريال من راتبه التقاعدي شهرياً إيجاراً للمنزل الذي يسكنه، ولا يفي ما تبقى من راتبه بمتطلبات أسرته. إلى ذلك، دعا أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، برنامج فهد بن سلطان الاجتماعي إلى درس أوضاع أسرة الطفل رائد الكعبي بشكل عاجل على إثر ما تعرّض له من جريمة قتل بشعة، ووجّه بصرف مساعدة مالية عاجلة لأسرته. وكان رائد اختفى الخميس الماضي بعدما ذهب إلى أحد المحال القريبة من منزله في حي الورود، فأبلغت أسرته الشرطة، ثم عثر عمال شركة نظافة على جثته ملقاة في حاوية نفايات تبعد أمتاراً قليلة عن منزل أسرة الطفل، تبعها إلقاء الجهات الأمنية القبض على قاتله (21 عاماً) الذي تبيَّن أنه من أرباب السوابق. إلى ذلك، أوضح شقيق الطفل الأكبر عبدالله الكعبي أن هيئة التحقيق والادعاء العام في تبوك استدعته أول من أمس لإطلاعه على اعترافات الجاني. وقال إن الجاني (تحتفظ «الحياة» باسمه) اقتاد شقيقه للمنزل معتقداً بأن لديه نقوداً، «على رغم أن ليس معه سوى عشرة ريالات ذهب بها لأحد المحال القريبة ليشتري بها.. وعندما بدأ بتفتيشه تعالت صرخات الاستغاثة من أخي رائد، فما كان من الجاني إلا أن ضربه على عنقه بما يشبه المشرط الحاد فقتله، ومن ثم وضعه في كيس وألقى به في حاوية القمامة القريبة من منزلنا». وأضاف الكعبي إن الجاني اعترف بقيامه بحادثة مشابهة قبل 6 أشهر، «لكن العناية الإلهية أنقذت الضحية من الموت، إلى جانب اعترافه باقتراف عدد من السرقات. وحظيت القضية بتداول واسع بين سكان المنطقة في المجالس، ولا سيما سكان حي الورود الذين حبست الحادثة أنفاسهم، مستغربين حدوث مثل هذه الجريمة البشعة، ومتسائلين عن مبررات ترك من يتعاطون المخدرات والمختلين عقلياً والمرضى النفسيين يهيمون على وجوههم في الشوارع، معرضين حياة الأبرياء للخطر.