استدعت هيئة التحقيق والادعاء العام في تبوك الشاب عبد الله الكعبي الشقيق الأكبر للطفل المغدور رائد أمس حيث اطلع على اعترافات الجاني. وكشف ل «عكاظ» شقيق المغدور أن الجاني «ع . الصيعري» قام باقتياد شقيقه للمنزل معتقدا أن لديه نقودا وعندما بدأ بتفتيشه تعالت صرخات الاستغاثة من قبل شقيقه القتيل فما كان من الجاني إلا أن قام بضربه على عنقه بما يشبه المشرط الحاد فقتله بدم بارد حيث تناثرت دماء شقيقي في موقع الحادثة، وعندما رأى الجاني ضحيته غارقا في دمائه وضعه في كيس وألقى به في حاوية النفايات القريبة منهم. وأضاف الكعبي ونبرة من الحزن تعلو طبقات صوته أن الجاني اعترف بقيامه بحادثة مشابهة قبل 6 أشهر ولكن العناية الإلهية أنقذت الضحية من الموت إلى جانب اعترافه باقتراف عدد من السرقات. وبين شقيق الطفل أن رائد له شقيق توأم يدعى راكان حيث يسأل بكثرة عن شقيقه، مضيفا بأن رائد كان محبوبا لدى الجميع وكافة أفراد الأسرة كانوا متعلقين فيه. وأضاف أن الوضع النفسي لأفراد الأسرة سيئ جدا في فقدان رائد سائلا المولى جلت قدرته أن يتغمده بواسع رحمته وأن يجعله شفيعا لأهله. وشدد الشقيق الأكبر للطفل المغدور أن أسرته تصر على موقفها والمطالبة بالقصاص من الجاني جزاء لفعلته الشنيعة التي تدل على خلوه من مشاعر الإنسانية والرحمة وأمثاله يشكلون خطرا حقيقيا على المجتمع. وبين الكعبي بأن آخر لقاء للأسرة مع رائد كان في العصر وأضاف «خرج رائد بعد صلاة المغرب إلى البقالة المجاورة للسكن ومنذ ذلك الوقت فقدناه». وفي ذات السياق اعتذرت والدة الطفل رائد عن الحديث نظرا لحالتها النفسية السيئة التي تعيشها جراء هذه الحادثة. وكانت الحادثة حبست أنفاس سكان حي الورود بشكل خاص وسكان مدينة تبوك بشكل عام حيث تداولت المجالس الأحاديث عن تفاصيلها وزاد النقاش حول الحادثة المفجعة، في ظل دهشة وذهول أصابت الأهالي من الجريمة البشعة، متسائلين عن أسباب ترك من يتعاطون المخدرات والمختلين عقليا والمرضى النفسيين يهيمون على وجوههم في الشوارع معرضين حياة الأبرياء للخطر. وفي هذا الصدد أوضح المواطن خالد البلوي جار أسرة الطفل المغدور أنه رأى والد الطفل ليلة وقوع الجريمة يبحث عن ابنه وتبدو عليه ملامح الخوف على فلذة كبده وسمعت كغيري من المواطنين في اليوم التالي نبأ العثور على الطفل مقتولا ومرميا في حاوية النفايات في حادثة أقل ما يمكن وصفها بأنها شنيعة وبشعة فما ذنب هذا الطفل البريء تزهق روحه بهذا الشكل. وأبدى كل من تركي العنزي وسالم العطوي من سكان حي الورود استياءهم من هذه الفعلة الشنيعة مؤكدين بأنها لا تمت لقيم وتعاليم الدين الإسلامي بصلة، وأضافا بأنه يجب تنفيذ الحكم فورا في القاتل كونه زهق روحا لا ذنب لها. كما بين مروان الجهني بأنه يجب على أولياء الأمور الحرص على أطفالهم أثناء خروجهم من المنزل. كما أعرب المواطن خلف العنزي عن استنكاره للأسلوب الوحشي الذي تمت فيه الجريمة وخلو قلب الجاني من المشاعر. وقالت هنادي العنزي «لا أتخيل أن يقدم إنسان على قتل طفل بهذا السن بدون أية أسباب» وأضافت أن القضية أثرت على نفسيتها بشكل كبير وحذرت أبناءها الأطفال بتجنب رفقاء السوء والحرص على عدم الخروج من المنزل بدون إذن. وعبر سعد العطوي عن الموقف بقوله: يجب تكثيف الندوات والمحاضرات التوعوية في المساجد والمدارس التي تحذر من استخدام المخدرات وخطورتها.