علمت «الحياة» من مصدر مطلع على التحضيرات لمؤتمر «سيدر» في باريس لدعم لبنان، أن السفير بيار دوكين المسوؤل عن تنظيم المؤتمر، سيزور السعودية مطلع الأسبوع المقبل ليضع المسوؤلين السعوديين في صورة التحضيرات واستطلاع موقفهم من المشاركة فيه. وقال المصدر إن فرنسا تسعى عبر المؤتمرات المختلفة التي ستعقد في روما للجيش والأمن وجزء من مؤتمر بروكسيل للاجئين الذي يتعلق بلبنان، إلى توجيه رسائل عدة حول تعزيز الدولة اللبنانية واقتصادها من أجل إقناع الناخبين في لبنان أن هناك بداية مسار لتعزيز الإنعاش الاقتصادي كي يهتم الشعب بهذه الانتخابات ويرى فرصة جديدة في انتخاب برلمان جديد يقرّ قوانين جديدة كي يخرج لبنان من التعطيل الذي هو فيه للأسباب الجيوسياسية المعروفة. وتوقع المصدر أن تعقد هذه المؤتمرات قبل نهاية نيسان (أبريل) عشية الانتخابات وقبل زيارة الرئيس ماكرون لبنان. ورأى المصدر أن تعزيز الدولة اللبنانية، يعني إعطاء المزيد من الوسائل للجيش وقوى الأمن الداخلي كي تزول حجة ضعف هذه القوى التي يستخدمها «حزب الله» للحفاظ على أسلحته. وأكد المصدر أن هناك محادثات مستمرة بين باريس وواشنطن حول الموضوع وأن هناك اتفاقاً تاماً بين الجانبين على الموضوع. ولفت المصدر إلى أن هناك موضوعاً أكثر تعقيداً وهو النأي بالنفس الذي تم التطرق إليه خلال مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان في باريس لأن هناك حاجة لتوافق النظام السياسي في لبنان على أن يقول ل «حزب الله» أن عليه أن يكفّ عن الحروب في الخارج ويعمل على تطبيع الوضع في الداخل، وهذا النهج السياسي له شقان، أحدهما على صعيد إيران والآخر لبناني داخلي. ولا يمكن البنانيين أن يقوموا وحدهم بذلك، لكن عليهم أن يتحملوا جزءاً من المسوؤلية والرئيس عون قال في محادثاته إنه ملتزم هذه السياسة وتحول «حزب الله» حزباً سياسياً عادياً وألا يبقى حزباً مع ميليشيا. وفي المبدأ هناك اتفاق على ذلك، لكن في الواقع قد يكون الوصول إليه عبر ممارسة ضغوط تكون ودية أو غير ودية وفق المعنيين. وتابع المصدر المطلع أن ما يحصل من جهود دولية وأوروبية لتعزيز الجيش اللبناني هو في سياق إعطاء الجيش الوسائل لضمان أمن البلد ونزع الحجة من «حزب الله». وباريس ترى أن هناك حاجة دولية ماسة لدعم الرئيس اللبناني والحكومة هذه السياسة وألا يُخشى من أن يستخدم «حزب الله» إجراءات مضادة للتصدي لهذا النهج. وقال المصدر إنه عندما يدعم «حزب الله» الحوثيين ويشارك معهم في تهديد السعودية، وعندما يعمل الحزب كالقوة الأكثر فعالية إلى جانب بشار الأسد، فهناك مشكلة. وباريس تقول ذلك للقيادة الإيرانية ول «حزب الله»، ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان سيزور إيران في آذار(مارس) في هذا الصدد. وأوضح المصدر أن باريس ستنبه إيران إلى ما يجري لأنها تعتقد أن لا أحد يقاومها في هذا المحيط. لكن إسرائيل وضعت الآن خطاً أحمر في شأن بقاء إيران في سورية مدة طويلة. والسعودية قالت رأيها إن من يدعم «حزب الله» هو في حرب معها والولايات المتحدة معروف موقفها. وما تقوله باريس للجميع إن خطر الحرب كبير وإن مسوؤلية من يدفع إليها كبرى وهذا موجه إلى «حزب الله» وإيران وغيرهما. وزاد: «قد تكون ل «حزب الله» قناعة بأنه أقوى من أي وقت لكن ينبغي ألا يعتقد أنه لا يقهر ولا يهمه تدمير لبنان. وإيران تعرف أن سياستها ستؤدي إلى اندلاع حرب في كل المنطقة وستكون هي أولى ضحاياها، والكلفة باهظة عليها وعلى الجميع لذا عليها أن تغير سياستها. وإذا كانت تريد لعب دور دولة كبرى في المنطقة هناك طرق أخرى غير التي تنتهجها حالياً.