دفع هاني العنزي 10 ساعات أو أكثر ثمناً لمحاولة اختصار طريقه 5 دقائق إضافية، بالدخول إلى شارع فرعي في حي الحمراء (شرق الرياض)، بعد أن هوت سيارته في خندق يمتد بعرض الشارع، حفرته شركة مقاولات تنفذ مشروعاً من مشاريع البنية التحتية. اكتشف العنزي بعد محاولات عدة لإخراج السيارة - باءت جميعها بالفشل - أن المقاول الذي يشرف على المشروع لم يقدر حجم السيارات المارة فوق الخندق، بوضعه قنطرة حديدية يقل عرضها عن عرض السيارات المارة، مبقياً - هو أو العمالة التي تشتغل بإمرته - جزءاً كبيراً من الحفرة مكشوفاً، ويعرض كل من يمر على «قنطرته» إلى السقوط. يقول العنزي: «لم يخطر في بالي أبداً وأنا أحاول أن أعبر بسيارتي ذلك الجسر الصغير أنها سوف تسقط في الحفرة.. كنت أعتقد أن الهدف من وضع هذا الجسر الصغير هو ألا تسقط السيارات فيها»، ويضيف: «لقد كان السؤال الذي يدور في ذهني بعد أن سقط جزء من سيارتي داخل تلك الحفرة، هو: كيف سقطت؟! وعندما شاهدت عرض ذلك الجسر مقارنة بعرض الحفرة صار سؤالي هو: كيف ستخرج؟!» ليجتمع بعد ذلك أبناء الحارة لمساعدة العنزي في إخراج سيارته ولكن بلا جدوى، «لقد عجزنا عن إخراجها، ما اضطرني إلى إحضار «سطحة» لجرها من الحفرة، لكنها عجزت هي أيضاً عن إخراج سيارتي من ذلك الخندق.. لألجأ بعد ذلك ل«الونش» الذي نجح في سحبها، لكن بعد أن تضررت كثيراً، وصار محركها لا يعمل»، لافتاً إلى أنه لا يعلم إلى أي جهة سيذهب للحصول على تعويضات عن الأضرار التي لحقت بمركبته. وقال: «سأطلب من شركة المقاولات المكتوب اسمها على لوحة المشروع إصلاح سيارتي، لكني أعلم يقيناً أنهم لن يصلحوها.. سندخل في دوامة جدل وإجراءات طويلة قد تستغرق شهوراً، وهم يعلمون جيداً أن لا أحد يستطيع أن يستغني عن سيارته طوال هذه الفترة» ويتساءل العنزي: «هل يعقل أن يتسببوا في إفسادها ثم علي أنا تحمُّل كلفة إصلاحها؟» العنزي ليس الضحية الوحيدة للخندق الصغير، فبحسب جيرانه (سكان الحي) فإنه الضحية رقم أربعة خلال أقل من أسبوع، يقول إبراهيم الهدلق: «لقد أصبحنا في الحارة نخرج على أصوات سيارات تسقط في تلك الحفرة ومن ثم نبدأ في محاولات إنقاذ نعلم مسبقاً أنها لن تنجح» ويضيف: «لا أجد تفسيراً منطقياً لأن يكون عرض الجسر أصغر من عرض الحفرة»، ويتابع: «كم سيارة يجب أن تسقط ليدرك المقاول خطورة حفرته المكشوفة؟» فيما أبدى الجار سعد عبدالله خشيته على أطفال الحي من تلك الحفرة «لقد أصبحت أخشى على أطفالي من الخروج حتى إنني لم أعد أصطحبهم معي لأداء الصلاة». ويضيف: «لقد وضعوا جسراً واحداً على امتداد الشارع كاملاً نمر من فوقه جميعاً.. وكأنهم يقولون لبعض سكان الحي اقفزوا من فوق تلك الحفرة لأن الجسر بعيد عن بيتكم». وكانت «الحياة» اتصلت بالمشرف على المشروع، الذي كُتب رقم هاتفه النقال على اللوحة المغروسة بجانب الحفريات، للاستفسار منه عن أسباب ترك جانب كبير من هذه الحفريات مكشوفاً من دون تغطيته بقنطرات تتناسب في حجمها مع حجم الحفرة، خصوصاً أنها التهمت أربع سيارات في أسبوع (بحسب رواية سكان من الحي)، إلا أنه أغلق الخط حين عرف أنه يتحدث لصحيفة «الحياة»، وأحجم فيما بعد عن الرد على الاتصالات والرسائل التي وصلته.