مدريد، نيويورك – رويترز، أ ف ب – أفرج القضاء الأميركي أمس، عن المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي الفرنسي دومينيك ستروس – كان الذي استقال هذا الأسبوع بعدما اتهمته عاملة تنظيف غينية في فندق بنيويورك بالاعتداء عليها جنسياً، وهو ما ثبتته هيئة محلفين اول من امس. وجاء ذلك بعد خمسة أيام على توقيف المرشح الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة على متن طائرة أوشكت على الإقلاع من نيويورك إلى باريس، قبل أن يوافق القضاء الأميركي اول من امس على إطلاقه من السجن بكفالة مقدارها مليون دولار. ووضع ستروس – كان قيد الإقامة الجبرية في نيويورك، مع اخضاعه لمراقبة كاميرا فيديو على مدار الساعة، وتولي رجل امن مسلح حراسة مدخل الشقة التي سيمكث فيها، وإجباره على وضع سوار إلكتروني وستكلف إجراءات الأمن المتخذة ستروس - كان مبلغاً شهرياً إضافياً يتجاوز 200 ألف دولار، لكن محاميه وليام تايلور صرح بأن عائلة المتهم تشعر بارتياح لأنه سيستطيع الإقامة معهم» مضيفاً، و»نحن في وضع افضل بكثير من البداية». وسيتخذ ستروس - كان قرار الاعتراف بذنبه تمهيداً للتفاوض على عقوبة مخفضة مع الادعاء أو عدمه في الجلسة المقبلة المقررة في 6 حزيران (يونيو) المقبل. وأكد المدعي سايرس فانس بأن التهم الموجهة إلى ستروس - كان «خطيرة جداً في القانون الأميركي»، فيما أشار زميله المدعي ماكونيل إلى أن الأدلة ضد المتهم «جوهرية، وتتراكم يوماً بعد يوم، وأهمها مغادرة ستروس – كان فندق «سوفيتل» السبت الماضي بسرعة غير اعتيادية». وكشفت وسائل إعلام أميركية أن المحققين عثروا في غرفة ستروس – كان في الفندق على سوائل من إفرازات جسدية يمكن أن تساعد في التحقيق. في غضون ذلك، طالب رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو بتعيين أوروبي خلفاً لستروس – كان، علماً أن وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد تعتبر المرشح الأوفر حظاً لخلافته. وأيدت المستشارة الألمانية انغلا مركل تصريحات ثاباتيرو، معلنة تقديرها الكبير للفرنسية لاغارد التي «أضعها في مكانة مميزة». أما وزير المالية الألماني فولفغانج شويبله فأكد أن أوروبا ستستقر قريباً على مرشح واحد للمنصب يحمل أفضل المؤهلات ويتمتع بفرصة كبيرة، موضحاً أن ألمانيا لا يمكن أن تقدم مرشحاً لها لخلافة ستروس – كان، لكنها تفضل أن تتخذ أوروبا قراراً مشتركاً في هذا الشأن. ويرى ممثلو الدول الناشئة أن الوقت حان لإنهاء 65 سنة من تقليد منح المنصب لشخصية أوروبية، وصرح وزير الخارجية الأسترالي كيفن رود أن المدير العام المقبل لصندوق النقد يجب أن يحظى بمساندة كل دول العالم، وليس منطقة واحدة فقط. وأضاف: «من المهم أن نعي تغير الحقائق الاقتصادية الجغرافية، وواقع أن 40 في المئة من إجمالي الناتج العالمي سيأتي من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهذا عامل يجب أن يؤخذ في الاعتبار».