واشنطن، باريس - أ ف ب، رويترز - استقال المدير العام لصندوق النقد الدولي الفرنسي دومينيك ستروس - كان من منصبه أمس، وأكد براءته من تهمة الاعتداء الجنسي على عاملة تنظيفات غينية في فندق «سوفيتل» بنيويورك ومحاولة اغتصابها، معلناً انه سيكرس كل جهوده للدفاع عن نفسه. وقال ستروس - كان من سجن «ريكرز ايلاند» في نيويورك: « بحزن كبير اشعر أنني مضطر اليوم لتقديم استقالتي لمجلس إدارة صندوق النقد الدولي، وأنفي بشدة كل الادعاءات الموجهة لي». وأضاف: «أريد أن احمي المؤسسة التي خدمتها بشرفٍ وتفانٍ، خصوصاً أنني سأكرس كل قوتي وكل وقتي وطاقتي لإثبات براءتي»، علماً أن هيئة محلفين تضم بين 16 و23 عضواً استمعت اول من امس إلى شهادة الضحية المزعومة، تمهيداً لحسم الأسبوع المقبل قرار توجيه تهم لستروس - كان أو إسقاط الدعوى ضده، وهو احتمال ضئيل بعدما أكد الادعاء أنه يملك أدلة تثبت حصول محاولة اغتصاب، تستند خصوصاً إلى المعاينة الطبية للمدعية بعد الواقعة. وفي حال عدم إدانته، فسيخرج ستروس - كان حراً بعد إسقاط الدعوى لعدم كفاية الأدلة. أما إدانته فستضعه أمام خيار الإقرار بذنبه أو الدفع ببراءته. وإذا استمر إصراره على البراءة فسيحاكم خلال شهور. أما إذا عدل رأيه وأقرّ بذنبه فسيتفاوض الدفاع والادعاء على العقوبة. وأمضى ستروس - كان ليلته الثالثة منذ الاثنين في السجن مرتدياً زياً رمادياً من قطعة واحدة بلا أزرار أو حزام، وانتعل حذاءّ من دون رباط. وتحقق الحراس خلال الليل من انه لا يزال يتنفس، مع منحهم حق إيقاظه إذا دعت الحاجة. وأكد محامي المدعية جيف شابيرو استعداد موكلته للإدلاء بشهادتها أمام المحكمة في حضور ستروس - كان، الذي كان حتى بضعة أيام مضت احد الرجال الأكثر نفوذاً في العالم. وقال لقناة «أن بي سي» الإخبارية: «موكلتي مستعدة لتنفيذ كل ما يطلب منها والتعاون مع الشرطة أو النيابة العامة»، مضيفاً: «ليس لديها أفكار مسبقة، وتنفذ ما تعتقد بأنه صواب وأنه يجب أن تقوم به»، ورفض على غرار شقيق المدعية «فرضية وجود مؤامرة». وفيما يتوقع إعلان صندوق النقد الدولي إجراءات انتخاب مدير عام جديد خلفاً لستراوس – كان الذي عين جون ليسبكي مديراً عاماً موقتاً بدلاً منه، طالبت المفوضية الأوروبية دول الاتحاد بالاتفاق على مرشح قوي للمنصب. وقالت ناطقة باسم المفوضية: «باعتبار أن الجنسية ليست معياراً في ما يتعلق بالخلافة، فمن الطبيعي أن تتفق دول الاتحاد الأوروبي كونه المساهم الأكبر في الصندوق على مرشح قوي وكفء يستطيع أن ينال دعم الدول الأعضاء في صندوق النقد لقيادة هذه المؤسسة المهمة». وزادت: «الأكيد أن المشاورات ستتكثف الآن في شأن الخلافة وتقديم مرشح أوروبي قوي لتولي المنصب».